أنا المصري
بلادٌ مِن تواريخِ الزّمانِ ومن
عناقيدٍ بِسطحِ الأرضِ قد جاءتْ
سَباها السِّحرُ أعوامًا
على شطّينِ من مرمرْ
وأَوتادٍ على الجنبينِ من عسكرْ
تَقودُ اللّيلَ أَصدافًا على يَمٍّ
حزينِ العينِ والمنظرْ
تَدورُ الآنَ كالثّورِ
عليها من غماماتٍ
ونيرٍ من سواقٍي قدْ ملأْنَ الأرضَ أحلامًا
ولا تدرى إلى أينَ؟
ومنْ أينَ؟
وكيفَ الصُّبحُ قد يأتي
سؤالاً قد طرحناهُ؟
ولا ردُّ
بلادٌ غابَ حاديها
وباتتْ في غيابِ الموجِ أخشابا
وباتتْ في غيابِ المدِّ أشباحا
كأنَّ الشاطيءَ المُزدانَ قد ماتَ
وربَّانَ الهدى ضلَّ ضلالاتٍ
على عصفٍ وهجرانِ
وبنتُ الرّملِ قد صارتْ برملِ الجمرِ أعشابا
هُناكَ الشّرقُ مرصودٌ بأوطانِ
وفوق الحصوِ قُرآني وإنجيلٌ وتوراةٌ
وصدِّيقٌ مشى بالعيرِ جذلانا
ومنْ جُبٍّ أتى الأرضَ
عزيزًا غير عطشانِ
هُناكَ الشّرقُ موصودٌ
على سحري وألحاني وزيتوني
حديثُ الحقِّ قدْ فاضَ
ونورُ الحقِّ قد عادَ
على كفٍّ ببرهانِ
فهل دالَ
عبيرُ الشرقِ مِن بَرْدِي
أَنا الباني صروحَ المجدِ والعزِّ
على أرضي بذرنا أوّلَ الحرفِ
وأَبدعنا هجاءَ الرّسمِ والرّمزِ
على اللّوْحِ
فكيفَ اليومَ يسألني غريبٌ كُنْهَ أُغنيتي
فلستُ الريح إذ تجثو سراديبي
ولستُ الظل في كهفٍ
ولا الأكفان تلزمُني
فلستُ أموتُ من غضبٍ
ولستُ أمدُّ شُطآنًا على نهري
فمجدي مثل إنساني جليلُ الأصلِ والفصلِ
وكُنْهِي في ترانيمي بليغٌ مثل أغصاني
سيبقى النِّردُ في كفّي
ويبقى الدّوحُ في روحي
ألفُّ الكونَ مُزْهوًّا
بأنِّي كنتُ من عصرٍ إلى عصرِ
يُشيدُ النّاسُ بالنّصرِ
وأَزهو في تراتيلي
أَنا المِصْرِي
أَنا المِصْرِي.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
19 ديسمبر 2012