دوحة الفرصاد
ولقد مررت بدوحة الفرصاد = فشهدت ما فعل الزمان العادي
جفت نضارتها وصوح نبتها = وتناثرت أوراقها في الوادي
فبكيتها ، لا بل بكيت صبابتي = ورثيتها ، لا بل رثيت فؤادي
يا دوحة الفرصاد غيّرك البلى = وجرت عليك روائح وغوادي
أشبهت أعوادي التي نثر الأسى = أوراقها ، واها على أعوادي
قد كنت مثلي في الربيع غضيرة = أيام أبراد المنى أبرادي
فغدوت عارية ، فلا ثمر ولا = ورق عليك ولا هزار شادي
أشبهتني حتى بكيتُ وانما = يدري جوى الصديان قلبُ الصادي
يا قلب ليتك في النعيم وفي الأسى = أبد الزمان كدوحة الفرصادِ
فلقد يعود مع الربيع شبابها = لكن شباب العمر غير معادِ!!
شعر: عبد الحميد السنوسي