وسنان
وسنان وهو يحيك أَشرَاك الهوى = بمغلَّف الأسرار من أهدابه
غافلته فلثمت لِمَّةَ شَعْرِهِ... = وتمتَّعتْ كفِّي بضمِّ ثيابه
فثنى رطيب العاج عنّي غاضِبا = وأذاقني شهد العتاب كصابه
وأشاح وهو يكاد يجمح عاتبا = وأكاد أفنى في لذيذ عتابه
فأخذت بين يديَّ كفًّا ناعما = أفديه بالحسبِ الرفيع النابه
ولثمته ووضعته فوق الفؤا = د المكتوي بلهيبه وعذابه
وطفقت أَرأَمُه وأَعطِفه وأسـ = ـأله التّرفُّقَ وهو ليس بآبه
حتى تألّم كفُّه المعبودُ من = خفقان قلبٍ ثائرٍ مما به
فحنا ورقّ وضمّ رسمًا دارسا = يسري جنون الحب في أصلابه
* * *
قمرٌ أَتَمّ اللهُ نُقصان الوجود بنـ = ـوره وجماله.... فسما به
ملك لو اْنَّ اللهَ لم يخلقه ما = آمنت بالإعجاز في إِغرابه
في صوته المقتول غُنَّةُ عابد = تتراقص الآمال في محرابِهِ
ولنهْده النشوان رقصة ماجن = سلبت من القدِّيس كلَّ صوابه
شفتاه من ورد الجنان وقدَّهُ = أفدي بصفو العيش ماءَ شبابه
ورضابُه –خمر إلهيّ أضعـ = ـت العمر في شوقي لرشف حبابه
وقنعت من حبي له بصدوده = وبصمته ودلاله وغيابه
وعبدت فيه عفافه وحياءَه = وهو الذي تجثو القلوب ببابه!!
قلبي وفيه العزّة الشمّاءُ قد = رضى التذلُّل وهو لا يرضى به
يا ليته بالغيث يحيي ميته = وهو الذي أضناه لمع سرابه
شعر: صالح الشرنوبي