جرين كارد
هل تعرف شمس البارودي؟
بادرني عبد الله بالسؤال، لاعتقاده أن مصر كالبنيان المرصوص.
أنكرتْه أسرته بعد أن رتّبت له العروس برفقة الجرين كارد. ذقنه غير الحليق ينمّ عن أن ناسه مستورون، وأنه اختار النشاز علي التجانس، حيث أن تشذيبه حشيشَ البيوت مهمة لا تليق بالوجوديين الأوائل.
خلافا لإمكانية المغترب كانت لعبد الله ضغينة مع القوة 16، عندما آمن بأن المؤسسات قامت من أجل اصطياد مواقعه، لتحرمه من أن يكون علامة عربية علي قلة التكيف، حتى يكون في الأفق متسعٌ لتحقيره.
عبد الله محترمٌ في نفسه، يضم كل ما يملك من ملبسٍ علي لحمه حتى يكون مؤثرا حين يتحدث عن تورط البيت الأبيض في حادث الأم التي دفعت بطفليها إلي النهر كي يخلو لها وجه المحب.
ليس عند عبد الله وقت، لكي يعود إلي صيدا، يزرع قطعة الأرض ويفتح الدكان، ويتلقي آخر
الأنفاس من صدر أمه.أمه التي تظن في احتضارها أن عبد الله موشك علي إتمام الرسالة. وحينما بان ما بين الأصابع كان واضحا أن وقته ليس ملكه لأن بوليس المطارات في انتظاره.
مصر ليست كالبنيان المرصوص، بما يسمح لي أن أعرف شمس البارودي عدا اعتزازنا بفخذيها قبل هبوط الوحي، علي الرغم من أن بوليس الولاية يعطي لعبد الله حرية التجول: في الجراجات التي تفتح أبوابها ذاتيا، وفي مطابخ الناس الأكارم.
عبد الله حزين بحق، مع أنه ليس له في الأسّرة، ولا يحب محطات البنزين ويكره ملكية البيوت أو استئجارها.