الليالي
ولي بين الليالي ليلةٌ من هجر أحبابي
غزلتُ الصبر فيها هاربًا من دمع أحبابي
مواويلاً يذوب الصخرُ من نار الحوى فيها
فيرويها الهوى عنّي غرامًا صادَ أحبابي
أيا شمسَ الضحى هلِّي على شباكِ أحبابي
ومرّي فوق دربٍ من حنينٍ ضمَّ أحبابي
فإنّي اليوم أنذرتُ الندى يأتي على بابي
حليمًا مثل أحلامي، بهيًّا مثل أحبابي
أتينا العمر مسجونًا وسجَّانًا لأحبابي
فطلَّ الوعد مكلومًا ينادي زهر أحبابي
فمات الصوتُ في الحلقِ الذي خانَ اليماماتِ
فعدنا الدرب نختار الذي من درب أحبابي
أيا ليل الهوى كُنْ لي على موَّالِ أحبابي
وداوي من جراح القلبِ جرحًا غرَّ أحبابي
فمالوا عن وصالي وارتضوا في الغدر أحوالي
وزدْ في وجد قلبي علَّني أشتاقُ أحبابي
رميتُ الليل في ليلي وأحبابًا بأحبابي
وحرمانًا بحرماني، وقلتُ الآن أحبابي
سينساب الجوى فيهم ويكويهم تجافيهمْ
فعاد السهمُ في قلبي ونامت عينُ أحبابي
شربنا الكأس ليلاً نائمًا في دفءِ أحبابي
وعند الصبح ولَّينا علينا غفو أحبابي
فصبّوا الكأسَ بردانًا يذيبُ القلبَ والليلَ
وينساني وحيدًا بين خِلاّني وأحبابي.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
1 أكتوبر 2013