ليني كالوردات
(مَفَاْعَيْلَنْ فَعْلَنْ فَعَوْلَنْ مَفَاْعَلَنْ)
هواكِ سَرابُ العُمرِ يَمْضِي مُخَادِعًا = أَمَانِيَ القَلبِ والهَوَى مِنهُ يَجْرعُ
مَضَت أيَّامِي وَاصِلاتٍ مَواجِعيْ = بِبَحْرٍ من شَكٍّ فَلا جفَّ مَدمَعُ
يَقولُ الظّنُّ كلامَ حَرْفِي وَقَلْبُها = يُرَاوِغُنِي و يَقُولُ لِيْ لَسْتُ أَخدَعُ
***
فَألْفَيْتُ النّفسَ التِي كَادَ أمْسُها = بِأَنْ يَحْتَالَ عَلَى صَبَاحِي وَيَمْزَحُ
فَكَانَتْ فِي عَبَرَاتِ خَوْفٍ مَوَاضِعِي = فَلا تَدْرِي لَيْلٌ أتَى أَمْ سَنُصْبِحُ
نُعَاتِبُ الأمْسَ الذي خَانَ مَوعِدِي = وَأَدْعُو فَجْرًا قَدْ يَفِي لِي وَيَسْمَحُ
أُخَالِفُ فِيْكِ مَشَاعِرًا تَعشَقينَها = وأشْعَارًا أجّتْ شَبَابِي وتَفرَحُ
***
(أُكَذِّبُ طَرفِي عَنكِ وَالطَّرفُ صَادِقٌ = وَأُسْمِعُ أُذْنِي مِنْكِ مَا لَيْسَ تَسمَعُ)
وَقَالَ النَّاسُ هَواكِ مِن مَوْجِ بَحرِهِمْ = فَأَنْتِ عَلَى رَخْوٍ سَيُعْطِي وَيَمْنَعُ
وَأنَّكِ فِي نَحْرِ اللّيَالِي مَعَابِرٌ = تَمُوْرُ عَلَى غَدْرِ الدُّجَى لَيْسَ تَشْفَعُ
فَتَرْمِيْنِي مِن حُسْنِ مَوّالِ صَفْوِهَا = عَلَى أمْرٍ يَنْسَابُ مِنْهَا وَيَخْشَعُ
(فَلا كَبِدِي تَبْلَى وَلا لَكِ رَحْمَةٌ = وَلا عِنْكِ إِقْصَارٌ وَلا فِيْكِ مَطْمَعُ)
***
فَأَيُّ المَوَاقِيتِ اللَّوَاتِي إِلَيْكِ قَدْ = تُوَاتِيْنِي وَلأَيِّ أَرْضٍ سَأَنْزَحُ
لكي تَرْتَاحَ العَينُ مِن جَمْرِ مخدعي = فَتَصفُو حَبَّاتُ الهَوَى لِي وَأَصفَحُ
وَأُنْكِرُ مَا كَانَتْ شُجُوْنِي بجهلِها = تُجَادِلُ ظَنَّ هَواكِ والظَّنُّ فَاضِحُ
فَلا وَصْلٌ مِنْها جَرَى فِي مَوَاكِبِي = وَلا وَعدًا سَأَرَاهُ والهَجْرُ جَارِحُ
***
(لَقِيْتُ أُمُوْرًا فِيْكِ لَمْ أَلْقَ مِثْلَهَا = وَأَعظَمُ مِنْها فِيكِ مَا أَتَوَّقَعُ)
فَحَالِيَ فِي الهَجْرِ كَالْقَيْظِ والنّدَى = إِذَا مَا الهَجرُ أَحَاطَنَا لَيسَ يُقْلِعُ
فَبِتْنَا مِن وَخْزِ اللّظَى فِي فِرَاشِنا = كَأَنَّ اللَّيلَ عَلَى وِسَادِي سَيَهجَعُ
وَمِن رَمَدٍ فِي جِفْنِ عُمْرِي أَقَامَ لِيْ = عَلَى قَمَرِي كُلَّ الّذِي كّانَ يُفْزِعُ
***
فَكُونِي كَالنَّسَمَاتِ فِي رَحْبِ مَهْدِنا = وَلِيْنِي كَالوَرْدَاتِ وَرْدَاتِ تَطْرَحُ
وَطِيْبِي فِي طِيبِي طَبِيْبًا لِمَن شَكَا = دَوَاءً يَشْفِي جُرْحَ كَبِدِي وَيُصْلِحُ
فَمِنْكِ الجُرْحُ وأنْتِ مِنْكِ الشِّفَاءُ قد = أَتَى وشَرَاييني سَتَشْدُو وَتَصْدَحُ
***
إِلَيْكِ سَيَأْوِي كُلُّ تَارِيْخِ عِشْقِنا = وَسَوْفَ يُنَاجِي غَافِلاً كَانَ يَنْزَعُ
خَفَايَا الرُّوْحِ وكَانَ مِن وَمْضِ حَارِقِي = يَرُوْضُ هَوَانِي أَو يُنَادِي فَأصْدَعُ
أَأُعطِي بَعد النّفسِ نفسًا فدائها = لها قمرًا حدَقًا سَأبنِي فَيَتْبَعُ
(فَلا تَسْأَلِيْنِي فِي هَوَاكِ زِيَادَةً = فَأَيْسَرَهُ يُجْزِي وَأَدْنَاهُ يُقْنِعُ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأبيات المضمنة من شعر بكر بن النطاح
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
6 أكتوبر 2012