ثورة
قد كُنتُ فيكِ الغائبَ
أو مُثقلا أو مُتعبا
قد كُنتُ فيكِ الواحةَ
أو واحدا
قد كُنتُ فيكِ المُهملا
الرّيحُ تَهجو مُهجتي
والشّمسُ تَخفي أنّتي
في رُكنِ بيتي أنثني
في كُلّ زاوي رُكننا
قد أنثني
أينَ الهوى يخفي طريقي المُلتوي
قد نامَ في جلبابهِ
سيفٌ على جفني يُضاهي سكرتي
أم أنّني
محرومُ من بسْماتكِ
والمُنتهي تحريمُهُ
في شرخِ بابِ الأنملِ
ليمونُ قلبي كان يخفي دمعهُ
عن بسمتي
والبُرتُقالُ الأصفرُ
ما عادَ يُزهو بالأزاهير التي
كانت تَنامُ الليلَ في
عيني وصبحًا تستوي
في حُجرتي
قد كنتُ مزّقتُ السّواقي كلها
ألقيتُ وجدي كاتبًا
دلتا يمامي قد شقِيتُ اليومَ من تعدادِها
يمَّ اليمامُ الفاعلُ
صوب الجنازاتِ التي
ما هلّ فيها قاتلُ
بانتْ سعادُ الأمسَ والقلبُ الشجيْ
ما عادَ فينا يرتوي من ربوتي
واشتاق نيلي للأغاني تصرخُ
ماتَ اليمامُ الرّاقصُ
في بهجتي
في برِّ مصر العاشقةْ
ثُورِي أيا عمرًا أضاعوا في أمانيهِ المُنى
ثُمّ استقامُوا يسرقونَ الباقيَ
من غفوتي
لا لن أجيزَ اللحنَ في غمدِ الصّدى
إذ يختفي عند النّدى
مُستلقيًا في وحدتي
ثُورِي جحيمًا يصطلي
وجدَ المعاني نابضًا
في أُمّتي
تَقتاتُ من شمسي ربيعًا زاهرا
بينَ الأُممْ
كُوني كما شاءتْ مياديني وكوني ثورةً
تبقى الأغاني تنشدُ الأحلامَ فيها حُرّةٌ
شعبيّةٌ
في ثَورتِي.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
28/10/2011