بين الشفاه
إنّي نَذرتُ الصّومَ للرّحمَنِ ........
فاترُكْ خاطرِي
لا تُلقنِي نارًا على دربِ الحنينِ المُثقلِ
واردعْ هواكَ اليومَ عنّي يَشتَهِي
وَردًا خبيئَ الوجنةِ
واخفضْ جناحَ العينِ عنّي تَشتَكي
شوقًا دفينَ المُهجةِ
تَبغِي شفاهِي أن تنامَ اللّيلَ كُلَّ اللّيلِ في
هَمسٍ خفيفِ الأنّةِ
عطشى عُيُوني للهوى
فارحمْ شفاهِي من جحيمِ القُبلةِ
إنّي نَذرتُ الصّومَ للرّحمَنِ ........
فاترُكْ دَمعتِي
من أيِّ زهرٍ قد أتيتَ اليومَ لي
لامًّا جمالَ الصّبحِ في طلعِ النّدى
تَسقي شفاهَ الوردِ من
قصر الحريرِ السوسنِ
فانظرْ فؤادى هلْ تري
إلاّ سرابًا من ضنا
روحٌ تَفيضُ الآنَ فوقَ السّوسنِ
تذوي خفوقًا أو تُداري في سكونِ المُصْطَلِي
بُركانَها
دَمعي حريقٌ في الشّفاهِ الرّاجِفاتِ اليومَ في
لهفةٍ على شهدٍ خضيبِ النّظرةِ
تَرمِي لظاها زفرةً
في شهقةٍ
تَكوِي شهيقَ المُغرمِ
تُمسِي وكفُّ الجمرِ نايُ الشهوةِ
بين العيونِ الأمرُ يَجري موجةٌ
بين الشفاهِ الأمرُ يَجري رَعشةٌ
فانظُرْ شفاهِي هلْ تراني كوكبا
إنّي نَذرتُ الصّومَ للرّحمَنِ ........
فاترُكْ شفاهِي حالها
تأتي إلى عمري وتُدمِي معصمي
تأتي على جِلدي و تَمشِي في دمي
ورْدَاتُكَ الحُبلى كَمينٌ يَستَبِي
هيبات قلبي يخدعُ المخدوعَ منّي فطنةً
أو رشفةً من أنمُلِ
لا شئ منكَ الآنَ يَكفي رَغبتي
فيكَ الحنانُ الأولُ
فيكَ الغيابُ المُهملُ
إنّي على الحالينِ قد
قد أكفرُ
فارحمْ فؤادًا يَرتَوِي
شهدًا مُذابًا من رحيقِ المبسمِ
إنّي نَذرتُ الصّومَ للرّحمَنِ ........
فاقطفْ شفاهِي وردَتي
فاقطفْ شفاهِي أرتوِي.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية - مصر