إلى النوم
طِبّ النفوس وراحة الأبدان = رقرق حياك العذبَ في أجفاني
أدمى الجوى قُرحَ الجفون فهاتِ لي = مما تدوفُ عصارةَ السلوانِ
يا مطلق الأرواح في دنيا الكرى = أطلق سراحي في الوجود الثاني
غلب السهادُ فلا الظلام بمنجل = على ولا فَلَقُ الصبح بدانِ
ماذا وراء السهد؟ ماذا أرتجي = هلا قنعت بنومة المبطانِ؟
أبداً نَقِّب في الظلام كأنني = أضللتُ ما لا تعرف العينانِ
ايهاً مجيرَ العالمين من الأسى = وملاذ كلِّ مسهّد حيرانِ
تسقى الجفون الراويات من الكرى = وتضن بالسُقيا على القرحانِ
ولربما تغشى الفتى لتروعه = ولقد يجيء الغيثُ بالطُفانِ
من ذا يعين على الهموم إذا عدت = ومَن المخفَّض سورة الأحزانِ
ننسى إذا هومت فوق رءوسنا = عَبَثَ المنى وخديعة الإنسانِ
كم مطمح كالنجم في عليائه = سامي المنال أتيح للوسنانِ
تمشي إلى صرعى الخطوب مع الدجى = مشي الطبيب إلى فراش العاني
تمضي بأحزان النفوس وانما = تمضي بهن إلى الصباح الثاني
يا ليت أنك عندما تغشى الورى = تذر المنى وتروح بالأشجانِ
هيهات ذاك .. فإنما آمالنا = وشجوننا في النفس ممتزجان
داوِ الأسى فإذا وهنت فَخَلّهِ = وابعث أخاك فليس بالوهنانِ
شعر: عبد الحميد السنوسي