براءات
براءاتٌ
أيا قطرَ المُنى والذّاهبَُ الآتي
وحاكي شهوتي طلعاً غريقَ الإلتفاتاتِ
أتبني قُبّةَ الوالي
أريجًا عينهُ الماساتُ أضواءا
على العامودِ إبريزٌ وبندولُ المواقيتِ
وتحتَ القبوِ تمثالُ الصبايا الحورِ في غالي
حريرِ الشّعرِ مجدولٌ
بناقوسِ الطّواحينِ
فإذْ ما رنّ بندولُ المسافاتِ
ترامى العاشقُ المجذوبُ آهاتٍ
على آهاتِ رنّاتِ
ومن بينَ التّماثيلِ
رياحينُ المدى الصّافي كلألاءِ المُراقينَ
كأنغامِ الصّباباتِ
على رقراقِ أصباغٍ
يرومُ النّحلَ أذكارا
وتَبني في ضماداتي
جراحَ الزّاهدِ النّامي
كتابُ الصّفرِ مرصودٌ غرامًا في براءاتي
وطلعُ الواحد البّاري كلامٌ من سنا الذّاتِ
ولذّاتي.
ترانيمٌ على تمثالِ قُبّاتِ
هُناكَ الرّمزُ مخبوءُ
وفكُّ الرّمزِ آياتي
وبُرهاني
وعينُ الماردِ القاضي
شراراتٌ تُناديني
فأُمسي في خرافاتي
وسيطًا بين أمواجٍ وشُطآنِ
وهمسي في سُباتِ الرّوحِ نهرٌ من رباباتي.
سراجُ الصّدحِ من عاجي
وكتمُ البوحِ أتراحي
أُريْقُ الوجدَ بُرهانا
فينضو من خياشيمي
براحَ العابدِ الرّاضي
وفي قبري كراماتي.
سقيمُ البّالِ مُنداحًا كأزميلِ الحكاياتِ
ومكسورا
كأنّ النّار إذْ جادتْ على بابي
تسابيحا
وألقتْ من مراسيها
تواريخي
فباتَ الشّعر موصولا بأسبابي
ومسكونًا بحاراتي
وجمرُ الوصلِ بالذّاتِ
على ذاتي
شرابُ العطرِ والوردِ
وماءُ النّبعِ من وِرْدِي
كترياقِ الحواديتِ.
بناتُ السّحرِ في كهفٍ
كناياتٍ بلا خمرِ
يداعبنَ المحاراتِ
ويخفينَ
حنينَ العطرِ للوردِ
وبين التّينِ والرّمحِ
كتاباتي
على رقّي.
خيالُ الخيلِ مشتاقُ
وسيلُ المائسِ الآتي
كسلسالي
وغافي منتهايَ الآنَ في داري
قناديلٌ كشهبٍ جارَ من جاري
وخانَ السرَّ مرجومًا على ناري
وأنهاري بداياتي.
وجنب القبوِ ترتيلٌ
وخفُّ الواصلِ المجذوبِ قد خاضَ
جنانَ الواعدِ المكتوبِ أسرارا
على أوراقِ مرقومٍ
خطاياهُ
كذنبِ التّائبِ العاصي إذا فاضَ
على بُرهانِ مزمارٌ لِداوودَ
وصحوُ النّورِ ينداحُ
على كفٍّ
كفعلِ السّحرِ بالعينِ
فينهالُ
خفيفُ الحالِ بُركانا.
سليمان الحكيم الآن في صرحٍ
لجين الماء رقراقٌ
وتحتَ الماءِ مصفوفٌ
يواقيتٌ
عصافيرٌ
وأحلامُ الشّياطين.
وَحولَ البابِ أفلاكٌ وأملاكٌ
بلا حصرٍ ولا عدِّ
وصوتُ النّورِ ملفوفٌ كما الرّيحِ
ونورٌ من أغانيها
يضيءُ الهمسَ أذكاراً وترنيما
وهَذا الواعدُ الصّافي
سيمشي في شراييني
فمكتوبٌ على جفني
ومصروفٌ على بعثي
كأنّي حينَ ألقاهُ
يَفيضُ النّورُ بُركانًا وتَغريدا
فينساني عذابٌ كُنتُ أخشاهُ
أتوبُ الآنَ في وِرْدِي
وأنسلُّ
كطعمِ الخمرِ في دنّي
وروحِ العطرِ في قنّي
كحلاّجِ الهوى أمشي
ويأتيني جلالُ الدينِ أنْحلُّ
وبشرُ الحافيَ الآنَ
على ماءٍ يخوضُ الذّكرَ إبحارا
وفوق الماءِ أحتلُّ
أصيلَ العاشقِ الوالي
أنا المنذورُ كي أنداحَ في الأوراقِ أشعارا
وفوق الرّيحِ تذكارا
وأبني في ضواحيها
تعابيراً ، موازيناً ، مزاميرا
وفُلكاً كانَ يَخشاني
أنا المبعوثُ كي أحيا
ويَحيَ الشّعرُ بُرهانا
نَبيٌّ شعرُنا الآتي
ووصلُ اللهِ بالذّاتِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر