عناقُ الحروفِ العاشقة
(بحر الوافر)
عِناقٌ بين وردِ العاشقينَ = رحيلٌ من سرابٍ في هواكِ
تُهاجرُ موجةٌ نحو الفيافي = وتعشقُ موجةٌ باهي لقاكِ
فأين العُمرُ في درْبِ المواني = وأين العطرُ نوراً من سناكِ
قوافي غنوتِي حرفٌ لد يكِ = موازينُ الأغاني من لغاكِ
قصيداً قد كتبناهُ ليالٍ = يبيتُ العمرَ ظمآناً لفيكِ
ويلقاني على جمرٍ أُداري = حروفا في شفاهي من لماكِ
أخطّ الحرفَ مبهوراً بذاتي = وأمحو الخطّ مقهوراً لديكِ
أحبّ الحرف مكتوبا عليكِ = ومندوهاً إلى ظلٍّ عليكِ
ومرسوماً كآيِ المصحفِ الحا = فظِ الآياتِ نوراً في يديكِ
فلا منقوط حرفي سوف ينسى = نقاطَ الحبّ تعلو في سماكِ
ولا ممدودُ واوي سوف يسلو = حريقاً كانَ دوماً منْ ضياكِ
ليسقي همزةً كانتْ قديماً = تفيضُ الأُنسَ في إنسٍ هواكِ
عناقُ الحرفِ للحرفِ المشوقِ = كناياتٍ تُغنّي في رُباكِ
سينساني زماني في بعادي = ويُبقِينيْ سراباً في مداكِ
وقلْبي سوف يمضي في هواكِ = مواعيداً شموساً في عُلاكِ
وعمري يصنعُ التّاريخَ فيكِ = مواقيتاً رباباً في غُناكِ
فأنتِ الحبُّ مُذْ كانَ اللقاءُ = قصيدي كانَ دوماً من نداكِ
فراقِي عنكِ يوماً مُستحيلُ = وأيّامي رضيعٌ في صباكِ
فهل هابتْ رضيعاً أن ينامَ = على جوعٍ وأُمّيْ من رضاكِ
فأنتِ الخلدُ لي أنتِ الجنانُ = وقلبي السوسنُ الرّاعِي لقاكِ
دُعائِي في صلاةِ الفجرِ أنتِ = أناشيدي قطوفٌ من بهاكِ
وأنتِ الخمرُ كلُّ الخمرِ فيكِ = يُراقُ الدمعُ خمراً في جفاكِ
سلامُ الأرضِ والرّوضِ الجميلِ = صنيعٌ من ملاكٍ في حماكِ
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر