أراك
أرَاكِ فَضَاءَ عُمْرٍ رَاحِلٍ فِيْ = مَدَىْ الأحْلامِ تَكْسُوهُ الأغَانِيْ
يُبَاعِدُ عنْ بهائيْ مُنتَهانا = مغيبُ الشّمسِ فيْ شدوٍ رمانِيْ
يُسافرُ نحوْ دمعٍ قدْ نهانا = تُشَاكِينَ العبيرَ الأُرجوانيْ
قًلُنْسوةُ الهَجِيْرِ الصّبرُ فيها = قناديلٌ علىْ لحظٍ سبانِيْ
يُعاتبُنِيْ هوىْ القلبِ الذيْ را = حَ يَشكوْ منْ هوٍ قاصٍ ودانيْ
قرارُ حياتنا الآنَ اللياليْ = تَبيعُ السُّهدَ فيْ حزنٍ كفانِيْ
نواظرُ كأس صبري مُستعيرًا = بلابل روضتيْ شاديْ الجنانِ
فأنتِ رحيمُ روضيْ والغَوانِي ْ = عُيُونٌ قدْ شدتْ فيها الأمانِيْ
وكنتُ أراكِ ليْ صُبحًا ونورا = تُنادينِيْ فَيَمْضِيْ بِيْ حنانِيْ
إليكِ مواجدًا تأتِينِيْ عمرا = يَشِيْ دهرًا ، فهلْ منْ عطرِ ثَانِيْ؟
دَعوتُ شقيقَ روحيْ أنْ تَعالِيْ = فمنْ بحرٍ إلىْ بحرٍ أُعانِيْ
مسافرُ ، وحدَتِيْ نبضيْ وهجرِيْ = وقدْ عاينتُ فيْ الهجرِ الموانِيْ
فلا صبرٌ سقانيْ بلْ رمانيْ = علىْ جمرٍ شوانيْ وانتفانيْ
وَتَرْمِيْنِيْ خَرَابَاتٌ كَأَنّيْ = رواحيْ شبهُ بندولِ الثّوانيْ
وعندَ رنينِ قلبيْ تعترينيْ = مزاميرٌ تُغنّيها دنانيْ
رمانيْ مِزْهَرِيْ فيْ فكرةٍ ما = سرتْ يومًا بباليْ أنْ دعانيْ
تعاليْ فيْ رفيفِ يمامةٍ أوْ = ضياءٍ يَحْتَوِينِيْ كيْ ترانيْ
نُعانقُ فرحتيْ رقصاً وننسىْ = زمانًا يَنْتَهِيْ عِنْدَ الأمَانِ
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر