جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
سيدي رددت إلي أحلامي
التي علقتها على شاربيك
وأنت تفارق الحياة
أبقيت مفتوحتين عينيك
ترقب عودة الأمانة
التي خبأتها في قلبك
وبين نواجذ فكيك
أبقيت نفسا
يدعو لها بالسلامة
ويدين تتشفعان قاتلك
قبل ان يجهز بشرّه عليك
إن أخذت روحي
أنا لااخشاك
أنا لااخشى الموت
ولكني لم اسلم
أحلام الشباب الطموح
لأمين حبلت الخضراء ...
وتعسرت به في المخاض
أشرفت على الموت
ذكرت الفقراء في وصيتها
ونسيت وصيتي
فرضيت
أنا لا أخشاك
أنا لا أخشى الموت
فأنت تقتلني
لتفتك من شفتي هوى التفس
بسمة طفل
يصرعه الجوع في كل بيت
أماني فلاح
بأرض
يراها ذات صباح حبلى
بكل لون وصوت
وزغردة عجوز هللت
بعودة ابنها
إلى حضنها من ارض الطليان
ومن بحار الموت
ونبض صبية
ينتفض طربا لحبيبها
يرفعها على جبينه
تاجا زمردا
راية رفرافة
عزيمة إرادة
وقوة صوت
لاعارا ولا ذلا
ولا عورة
ومتعة خناء
وموؤودة في عباءة
وركن بيت
يا أيها اللص
الذي ربض
في عتمة النهار اختفيت
حشوت صدرك نارا
وفي صدري رميت
زهور الجنة
وعلى رقبتك مارج نار
لن يبقي عليك
أنت لاتاخذ روحي
بل تسرق يقظة الرجال
وأحلام النساء
وبراءة الأطفال
ونور العلم
تغلق مدرسة
وتهدم لله بيت
وتقطع طريقا
وتحرق وطنا
تصب على النار
زيت بزيت
أنا لا أخشاك
أنا لا أخشى الموت
أنت مجرد قاتل
يسرق آمال شعب
علقها على شاربي
ولم يعلق شي
ئا من مطامحه في يديك
واختزلها في حرفي
رغيف خبز
وجرعة ماء
وموقد المنارة
للتائه مبحرا
طودا شامخا
وبرق سماء سيدي
رددت الي أحلامي
التي علقتها على شاربيك
وأنت تفارق الحياة
الرصاصة التي أصابتك
كانت موجهة لقلمي
ولبارقة سنت في وجداني
ودمي
ولكُنْه الرسالات
التي جاءت بها سمائي
إلى أجدادي
إلى مدني
وذخري الذي كنزته
لابنه وابني
لكنها أسكتت صوتك
وأنطقت كل جزء صامت
في بدني
هؤلاء هم التتار
أولئك هم الضباع
التي عضت يدي
هم النفط
والنابالم
وماء الفرق
وحطب جهنم
جرذان المجاري
غربان الجيف والموت
وأنت الشهيد الحارس
لتونس والوطن
الأرواح الحرة
لا تسجن في قبر
ولابدن
صوتك يعلو
يسمعه الاصم
وتردده احجار البيت
ويخلده الزمن
ساحة النقاش