<!--<!-- <!--

تراب الارض في ذاكرتي

جذور تشابكت

ضامك  عطشي

حبّاتك في صغري تسابقت

عبر اناملي ...لساني افترشي

لذيذة طعم كحليب أمّي تناثرت

في مقلتي .... عصفورتي عشّشي

دعوتك بملء فيهي ... أقبلي لاتتمهلي

هذا شعري يراقص الريح

لمقدمك في تلهّف وتعجّل

ووقعك في أذني اهازيج بلبل

صادح في جوق الشجر المتعرّش

وريحك عابق في صدري بأنفاس

صبح أطل ّ علي ّ بشعاع

 شمس تسلّل بين أغصان الزيتونة

مهدهدا  مداعبا ومتغزّل

........

تراب الارض في ذاكرتي

حين هززت جذع النخلة

حضن الثمر المتوهّج المتورّد

على البرتقال منك وشم

وفي الرمّان منك لون دمي

وفي الجبال الشمّ صخور

 بك تجلّلت

وفي الوديان حجر لمعت وجناته

من زحفك صقيلة الملمس

يا أرضا أينما غبت تذكّرت

أني وليدها الماشي عليها هونا

مذلة لأمّ من فلذة كبدها المدلّل

وأنّي من رمل صحرائها مبدع

ولها بداخلي سكن  متين دائم

 ترحل معي حيث ارتحلت وراحلتي

وحيث حللت جاست بداخلي

لاتفارقني حتّى أؤوب اليها بعدد

حساب لست متقدّما ولامتأخّر

والرّوح تظلّ في القبر الى جوارها

حبيسة  يارب اجعله روضة وجنّتي

قرب أمّي وحبيبتي  وخليلتي

لست أبدّلها بجنّة أخرى

 في غياهب الكون ليس بها

 عطر أمّي العابق

فكيف أتركها لغاصب همجيّ متوحّش

جاء على جناح طائرة

ودولار وجنيه وذهب

ووعد شؤم

ليس لصاحبه منها

الا اللّعنة الى أبد الآبد

هلمّوا يا عرب حرّروا أرضكم

وامسحوا عن الزّيتون

دمعة اليتم المتغلغل

وضمّدوا جراح

 اللوز واالبرتقال والزّعتر

واغسلي يا أخت  ماعفّن الغاصب

النتن وأوباشه الهجّن

البشير عجالة   30/3/2012