أيّ وطن تجتمع حوله الأيّام
ويسافر منه الطّير الشادي والألحان
يستوطنه البعوض والجراد والغربان
تستنفر ذئاب الأرض قطعانها
لتعبر نحوه المستنقعات والمتوسّط والخلجان
يستهويها لحم خرافه والصّوف والألبان
وطن السّياسة أذنابها
تبيع ترابه بأرخص الأثمان
ترهن عصافيره والأرض والشّجر للغيلان
بجفنة وهم بعلكة مطاّط بمضغة لبّان
مقابلات ....حملات..... دعاية وإعلان
وطن
من لم يلمس حبّة قمح في حياته
يرفع منجلا َ
أليحصد رؤوسنا
أم ليشيد لكل واحد منّا منزلا
أم يبيعنا وهم عدالة سواسيه
و يضمرا لنا في نفسه قهرا معدّلا
وطن لمن تهدّلت لحيته تعمّما
وأعلن نفسه للدّين حاميا مهديّا معلّما
يغلق مسرحا وبالشمع الأحمر سينما
المدرسة تصير جامعا والمعلم مؤدّبا
وتغلّف النساء في سبعة أكفان
وتقدّم على الخوان مأدبه
ويدعي أن هذه جنّة سيدنا الأمين محمّدا
وطن لكاذب كثير الصلف أغبى الأغبياء
وزاحفا أخضر زحف على شعبه أفناه فناء
وطن أهل السياسة فيه أصابهم
ذعر ومسّ وداء تكالب على الكرسي
وزيرا رئيسا خليفة وملكَ......ا
وطني هم الجرذان والفئران
والشّعب يظلّ رغم دفائنهم
سيّدا
لكن ّ الشّعب استكان نام
أغمض عنهم الأعينا
حالما زانه الفخر وأعماه الثّناء
فأسلم رقابه للفسّاق ينحرونه
يستخرجون به تاريخ دفينا
ذهبا وحجرا مخبآ
ساحة النقاش