الغميضة /قصة قصيرة _ ساره العبدالله
حنين-تعالي نلعب لعبة " الغميضة "
ريم- وهاي شنو اللعبة شو اني ما لاعبتها من قبل !
حنين- اللعبة هي انو تختلين انتي واني ادور عليج !
ريم- واني وين اختل واعوفج ! اني جايتكم من غير ديرة وكلها كم يوم و راجعه غير اشبع منج !
حنين -ماشي،اوعدج، بس هالساعة نلعب وراها حتى بالليل انام بصفج !
ريم-يلا لعد خلينا نلعب ..
حنين- كومي بسرعة واخفي روحج ،واني راح اسد عيوني وابدي اعد
" واحد .. اثنين ... ثلاثة ... اربعة ... !!
وسنة وسنتين وثلاثة واربعة ، وانا لازلت احتضن سور منزلنا الخارجي بتعداد لا اعلم متى سينهيه صوت ريمة وهو ينطق " حلااال " .. !
كنت اعد .. واعد .. واعد .. رغم ذاك الدوي الذي كاد يزحزح منزلنا عن مكانه ،ورغم محاولات امي الي تجر بثيابي نحو الداخل بكل قواها ، كنت اخذ وقفة صمت ، ثم اصرخ مرة اخرى " حلاااال ??? "
جاوبيني ريمة ، انطقي !
اهو حلال ?
قولي حلال لافتش عنك وامسك بك !
أ ترفضين انت ايضا تحليل دمك ! تحليل موتك ! تحليل الارهاب الذي اودى بألعابنا وطفولتنا !
اريد صوت يقول حلال. .. ما بال الافواه تبّكم !
الكل يرفض تحليل القتل والارهاب والظلم
والكل يرضى بالصمت ، هم يبغضون النفس الذي يطلقونه بحرقة ، لكنهم لا يحتجون ، لا يتظاهرون ، فهم يفضلون النفس البغيض على انقطاعه ، يفضلون العيش المرير على موتهم ، هم يتركون الطغاة تطغي اكثر ، فيصمتون ، يصمتون خوفا من ان تقطع رؤوسهم ، او تبترب اشلائهم ، او تسفك دمائهم ، يصمتون لاجل شبه حياة ، لا حياة كاملة ..
يصمتون .. ولا شي سوى صوتك وحده يا ريمة يتردد لمسامعي اخيرا ، ليقتل صمت قلمي ، ليحفزه للبحث عن الحياة ، للبحث عنك مرة اخرى ..
ّ
#ساره_العبدالله