رواية
خلف كواليس الصداقه
بقلم ساره الدوري
كواليس (4)
كانت ليله تراقص قلمي الحانهآ الوحدانيه لينتعل كل هواجسي
ثم يسكبها برساله ورقيه كما سبق أن دون بها رسائل آخريآت لشخص غائب لا آعلم عنه شيء سوى آنه لازال نبضه عالقه بخافقي ..
وككل مره يرتجف زجاج نافذتي بحصى صغيره يلقي بيها سامر
من تحت المنزل وهو متخفي عن انظار والده كالص
طالبآ مني مساعدته للتسلق الى عتبة نافذتي
حدثته من فوق النافذه
- هسس , كفى ! متى ستترك عادتك الجنونيه هذه !
وكأحمق يجيب بنبره مازحه سآخرآ مني
- اغمريني بدفئك شمس برد الليل قاسي جدآ
تنتابني ضحكات يائسه من حاله المرثى له
- أنتظر ثانيه !
آخذت بشآلي الحريري الوردي لففت به شعري الطويل وتلحفت به
اكتافي وتوجهت الى نافذتي
- هيآ , تسلق بهدوء , أياك ان تصدر اي صوت
لا اريد ان اتسبب بغضب عمي !
- حسنآ , حسنآ ,
كفي عن الثرثره ..
وصل بعد عناء شديد يتنهد من التعب
- تبآ , كم هذا شاق !
سألته
- الى متى ستهرب كل يوم الى آماكنك الخاصه دون ان يدري عمي , أخشى ان تنتابه ازمه قلبيه لو ثار غضب عليك بيوم ما !
- لا لا , لطالما الاميره شمس هنا لن يتأذى احدآ منا
لا أنا , لا والدي !
وبينما يحاول اقناعي بالاستمرار على مساعدته بالدخول للمنزل بعد منتصف الليل , وبعد ان يقضي ليله مع فتيات يتخذ منهم تسلية مؤقته
يتسلى حين يأخذ بمشاعرهم آرجوحه يهزهزها يمنى تارة ويسرى تارة آخرى ,
ولطالما عاد ثملا متغنيآ بالخمر الذي هو الرفيق الاقرب اليه
وحاله يثير اشمئزازي
واسفي على ذكور تبرأت منهم الرجوله !
فجأة تقع أنظاره على رسائلي المبعثره
فيسألني بفضوله الجريء
- لمن تكتبين كل هذه الرسائل !
ركضت بسرعه مجنونه وتصدرت طاولتي الفائضه بالرسائل
دعك منها , أنها أحدى خرافاتي كما تدعي انت !
- أبتعدي , دعيني آرى فأنا أعشق الخرافات !
صرخت بنبره غاضبه
- كفى سامر , أ أنت ثملا ؟
صعق من كلمة " ثمل " واخذ بفترة صمت قصيره
حتى رن هاتفه المحمول فجآه ..
- هيا , أخرجي من هنا , أتركني بمفردي شمس !
أجبته بالنبره الحاده ذاتها :
- أتطردني من غرفتي ؟؟
خرج يثور انزعاجآ
- تبآ ..
آخذت بنفس عميق من بعده
- أووه , حمدآ لله انه لم يقرء شي من تلك الرسائل ..
ثم جلست متسائله !
هل كان شيئآ آجراميآ لو دونت رسائل الى شخص ما دون ان تصله بيوم !
ولماذا كان يصر على معرفة الى من سترسل هذه الرسائل!
لا آحد يهتم برسائل تتراكم على عتبة سريرك او بين آغراضك الخاصه , لا فضول بمعرفة ما يجول بهآ من الم , فقد , أحتياج , وحسره والكثير من المشاعر التي لا قدره لنا على البوح بها امام احدهم ,
ماهمهم سوى العنوان المبعوثه اليه , أو المدونه بأسمه ,
الاهم لديهم هي لمن فحسب !
فنحن الشرقيون مليئون بالتناقض , نعاقب غيرنا على اشياء لا اجرام له بهآ , بينما نتخفى من سلبياتنا وكأن اجوافنا عبارة عن كتل تناقض لا اكثر
كمثل سامر تماما , الذي يذنب كثيرآ دون ان يحاسب نفسه ويسألها عن شيء !
***
رغم كثرة ميولي للتأقلم مع بيت عمي
الذي قضيت به سبع سنوات كامله
, لايزال سامر يثير ازعاجي بمزاحه الثقيل
وعاداته السيئه
, وكأن غضب وقع على رؤوسنا انا وبسمه حين كلفه والده ان يوصلنا الى مدارسنا صباح كل يوم
***
كنت قد انهيت المتوسطه , وها انا اكمل المرحله الاعداديه بدراسه مكثفه رغم ما يطغي على فكري من حيرة و قلق وتفكير بأمير
أتراه ألان في الجامعه !
ترى بأي كليه هو !
كانت تليق بشخصه الكليه العسكريه
بطابعه القيادي الشجاع والكتوم وما يحمله من معنى وسمات للرجوله !
كان قد يليق بطوله الباس العسكري , وعلى كثر ما كرهت منظره الاسلحه والاشخاص الذين يحملونها ويقتلون بها
كنت أره فارس بزي عسكري , لا يحمل البندقيه
بل اكليل من الورد !
***
كانت المره الاولى التي ارمي بها بقلمي ارضا
واركض بأقصى ما لدي من سرعه
- بسمه ! .. بسمه !
عمي ... !
سامر ...!
عمتي ..!
لا صوت لاحدآ منهم !
كأن اصواتهم اختفت بعد ذاك الانفجار الذي كاد ان يسقط السقف فوق رأسي
اسقطتني رعشة الخوف على عتبة الدرج
وبدأت أبكي دون أن ادري بنفسي !
وكأني تلك الطفله الصغيره التي شهدت تحطم حياتها ومنزلها وموت والديها امام اعينها
فجأه
صُمَ فمي , وأغُلقت عيناي
- همم , هممم
محاوله الصراخ ولكن دون جدوى !
اوشكت انفاسي عن الانقطاع
لم يتركني الا بعد ان اوشكت على لاغماء
وبدون ان انظر لوجه المجرم الذي حاول خطفي او قتلي
حملت بمزهرية تترآس عتبة الدرج
ورميته بهآ
وأذا به يصرخ
- آآه , يالك من غبية لاتستوعب المزاح
التفت بغضب وآذا به سامر
- آحمق , أحمق , أحمق , .. تبآ لك
بدأت بالبكاء الكثيف
جلس بمحاذاتي :
- أسف , أسف جدآ شمس
هوايتي ان امزح معك كثيرآ ..
- أقسم لك , بيومآ ما , وان لم أكن انا
سيأتيك آحدآ ليجعل لك نصيبآ تذوق به كل ما اذقت به غيرك ...
- وان اتى , لن اجوز عنك آبدآ ...
تركته يسافر بذهنه اللئيم خاشيآ أن يتحول ما قلته له لحيقية مره
يرى بها ظلمه للناس على نفسه
وان لم اقصد مزاحه فحسبب , بل كل ما كان يجرم به من العزف على اوتار المشاعر ثم تحطيم الاله الموسيقيى حالما يمل من الحانها ليبحث عن اخرى تطربه لفتره قصيره فيحطمها هي الاخرى ايضآ ...
***
توسدت فرأشي التعب من كثرة دموعي وتنهيداتي واشتكائي
تلك الليله ,
حتى حل صباح جديد
نجتمع به على طاولة فطور طويلة
بصمت وعادات كئيبه جدآ ,
لم أكل شيئآ ذاك الصباح
كنت اجلس بصمت واكتئاب لارضي عمي ليس الا
كما لم اعتاد على ذلك من قبل !
شيئآ ما يحفز رغبتي بالبكاء
بدء قلبي يرتجف شيئآ فشئ ,
ولم تسقط دموعي حتى رن جرس المنزل فجأة
تبادلت كل الوجوه الالتفاتات تلك اللحظه
حيث لم يكن من عاداتنا ان يزورنا آحدآ
صباحآ ..
توجه سامر الى الباب
وتبعته انظاري
غير انه لم يكن من عاداتنا ان تفتح انثى باب المنزل
لكنت ركضت بنفسي ورأيت ما الذي يجلبه لي هذا الصباح من مفاجأت !!
بعد عدة دقائق صرخ سامر منادي الى بسمه
- بسمه ..! تعالي بسرعه !
ركضت بسمه اليه
بينما خبئت نفسي تحت ظلها ومشيت خلفها
واذا بي أرى دماءآ تملآ الارض وشخص ما يتوسد باب المنزل !
وبينما يستائل سامر بصوت خافت خشية ان يسمعه عمي
وتنتابه نوبه قلبيه
- لا اعلم من هذا الشخص ! أخبريني ماذا عساي أن افعل به !
صرخت بأعلى ما لدي من صوت ممزوج بالبكاء
- لا .........!
أميررر !!!
#ج4
#روايه
#خلف_كواليس_الصداقه
#بقلم #ساره_الدوري