في احدى حفلات الزفاف في العائلة شاهدت فتاة رائعة تدعى نهاد و هي فتاة ذات طول فارغ و قوام رشيق و شعر فضي تنظر الى الجميع نظرات ترحاب و مودة .و انت تشعر بتردد في مبادرة مثل هذه الفتاة الجميلة بالحوار و لكن الفكرة اختمرت في ذهنك . و بينما انت تقترب منها لتبدأ معها حوارا تناهى الى مسامعك حديثها الى شخص بجوارها و هي تقول ( اعتقد ان الخطأ في المحاولة و التجربة افضل من التزام المرء بروتين معين).
حدد الحاجة الاساسية التي ظهرت من خلال كلام نهاد.
اربط بين واحدة او اكثر من ايجابياتك بالحاجة التي لاحظتها في نهاد.
<!--السبب الرئيسي و راء فشل حوالي 80 في المائة من الناس في زيادة قيمتهم و اهميتهم لدى الناس في المنزل او العمل هو انهم لا يتفاعلون بالشكل الامثل مع الاخرين.
و طريقة التفاعل او التواصل هي في جوهرها استجابة مكتسبة و سواء كنت والدا او طفلا او مشرفا او مدير او سكرتيرا او بوابا او محاميا او عاملا في الصحة العقلية ، فان مما لا شك فيه ان اكثر من اثر في تعليمك هو الذين قاموا بتربيتك.و ارجو ان تلاحظ ان هؤلاء انفسهم قد يكونون نماذج سيئة للتواصل الفعال. و بالطبع فان هؤلاء بدورهم تعلموا من ابائهم و الذين كانوا ايضا نماذج سيئة للتفاعل و هم جزء و لذلك فان نفس الطرق التي نتفاعل من خلالها توضح اننا ضحايا لضحيا الضحايا. و هذا يفسر بشكل كبير سر تأصل عادات عدم الحيلة و العجز بشكل كبير في بعض العائلات .
<!--لم يقصد ابي او امي ان يجعلاني عاجزا عن التواصل مع الاخرين .و قد حاولا جهدهما في تعليمي ما كانوا يرونه صالحا. و لكن الزمن لا يستقر على حال فما كان صالحا لهم ليس صالحا لي الان و هذا اصعب ما في الامر.و انني لاستشعر في تجربتي تحذيرا من مخاطر الحياة البديلة.
فبدلا من ان تكون انت الفاعل في اي موقف تكون انت صاحب رد الفعل ، و بدلا من تاتي الى لقاء بعقلية متفتحة تنظر الى الحياة من خلال موروث المفاهيم القديمة. و بدلا من تستمع بعينيك و اذنيك لتفهم جيدا ما يقوله الاخرون و ما يشعرونه او يعايشونه فانت تشوه الواقع بتركك الامور دون نظر فيها و ذلك من خلال تصفيتها في في مصفاة المفاهيم اللاشعورية التي اكتسبتها من الاباء . و هذا يشبه الى حد كبير محاولة الاستماع الى حفل موسيقي من خلال وضع سدادات في الاذن. و بدلا من التقمص الذي يمكنك من اصدار استجابات حساسة و ذاتية فانت تلجأ الى تكرار ما يفعله الاخرون.
معنى ان تكون ضحية هو ان تكون عاجزا بلا حول و لا قوة . و ليس امرا وراثيا ليس معنى انك عشت جزءا من حياتك ضحية لضحايا انه لا يمكن تغيير الامور الى الاحسن . بل ان هذا امر ممكن و سوف اخبرك بالسبب و راء هذا . و من خلال التجربة و التحليل النفسي للشخصية البشرية يتضح لنا ان التكلم و الاستماع و التواصل مع الاخرين، يمكن ان يكون لديك اولا و في الحقيقة فان عملية التواصل ليست هكذا البتة. و من الحقائق العملية الثابتة ان الاستجابات التي اكتسبتها في حياتك يمكن ان تستبدل باكتساب نوع اخر من الاستجابات و استبدال العادات القديمة السيئة باخرى جيدة ، و لن يكلفك من التعب الا كما يكلفك تدريب جسمك على فعل شيئ ما و مع هذا فمن الناس من يرى ان تغيير الطريقة التي يتعامل بها مع الاخرين امر مستحيل او ان هذا قد يعرضهم لمخاطر هم هم في غنى عنها او انهم عندما يحاولون هذا فانهم يصابون بالارتباك. و انا ارى هولاء الاشخاص مخطئون تماما.فانا ارى انه من الممكن امن تغير من طريقة تعاملك مع الاخرين و تحسن من حياتك و ذلك ان تغير من شخصيتك. و لست بهذا اعني ان تغيير العادات الموروثة التي تحدد اسلب تعاملك مع الاخرين امر سهل على اية حال فليس الامر كذلك. و لكن يجب ان تكون مدركا ان امور الحياة اليومية لملايين البشر توضح ان الوصول الى التغيير المطلوب امر ممكن ، ففي جميع ارجاء البلاد هناك اشخاص مثلك يضطلعون بمسؤولية حياتهم من خلال الاهتمام باسلوب تعاملهم مع الاخرين.
و انا اقول لقد سئمت ان اعيش حياتي على غرار ما كان يعيشه ابائي، و هذا يعني انني اشعر انه بمقدوري ان ابدا في التعامل مع الاخرين و اخذ قرارات بشان الحياة بدلا من السير بشكل الي على ما سار عليه السابقون . و ما اريد قوله هو ان معنى ان تكون ضحية هو ان تحرم نفسك من حرية اختيار الاسلوب الذي تعيش به حياتك. و بدلامن هذا نرضى بحياة العجز المليئة بالقيود الخانقة .فنحن نعيش حياة تقايدية و عفا عليها الزمن و التي ليست حيتنا نحن بل حياة اناس اخرين.
و لتحسين اسلوب تعاملك مع الاخرين و من خلال الاحتفاظ بشخصيتك لك ما يلي:
<!--حتى يكون الاستماع تواصلا حقيقيا يجب ان يكون استماعك بكل ما تعنيه الكلمة . اننا نلجأ الى تكرار عادات الاستماع التي علمنا اياها اباؤنا لاننا لم نجد احدا يعلمنا اسلوبا في الاستماع يساعد على زيادة التفاهم فيما بين الناس.
تقول احدى الاخوات و هي اطار في وزارة الشباب و الرياضة ( قد ينظر اليك ابي بشكل مباشر الا ان شيئا يجعلك تشعر انه لا يعيرك اي اهتمام اما امي فهي تتظاهر بالانصات و لكنها في الحقيقة تفكر فيما ستقوله عندما تسمح لها اول فرصة لمقاطعتي في الكلام).و هذه العادات و غيرها من عادات الاستماع السيئة تدفع بعض المغرورين الى تعريف المحادثة بانها تدريب تنافس يكون اول من يلتقط نفسه فيه هو المستمع. و هناك اعراض للانصات السيئ مثل ان تتجول ببناظريك في المكان اثناء الاستماع , او ان تقوكم بتحريك اصابعك بملل,مقاطعة المستمع ، و طرح الاسئلة الكثيرة . فاذا كان لذيك اي من هذه الاعراض فمن فضلك استمر في قراءة فن الاستماع و شارك في دورات تكوينية في هذا المجال.و مثل هذه الاعراض من المؤكد انها سبب في عدم قدرتك على بناء علاقات تكون بمثابة اساس للسلطة الشخصية.