<!--<!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman";} -->

 

<!--[endif] -->

بداية لايختلف اثنان على ان العمل الجيد والشئ الجميل  لابد ان يجذب اليه الانظار فما بالنا فى خضم هذا الكم الهائل من المسلسلات والبرامج التى تعج بها شاشة التليفزيون وهذا السباق الغريب بقصص وسيناريوهات قد تكون مكررة وقد تكون مقتبسه وقد تكون دون فائدة .. اللهم الا قلة كانت ذات هدف ومضمون وبعد اجتماعى وواقعية بعض الشئ، وقبل ان اخوض فى هذا المضمار اريد ان اؤكد باننى لست من هواة المتابعة الجيدة للقنوات الفضائية هذه الايام بعد ان سقطت من اهتماماتى بسبب الاحداث الجارية على الساحة المصرية والعربية وماحملته تلك الوسائل وماتزال من اكاذيب واضحة دون اسانيد وبدافع  اجندات خاصة وحقوق انتفاع متبادلة مع تيارات واشخاص بعينهم وما اريد أن اؤكده اننى وفى ومع بدايات  شهر رمضان اتابع بعض مايعرض ليس بعين المشاهد فقط بل بعين الناقد الذى يبحث عن الجمال فى كل شئ ... وكثيراً ما أسر عندما التقى مع الفنان المبدع يحيى الفخرانى  فى اعماله التى اتيقن منها جيداً بحدثى الفنى ، فعبر عدة سنوات متتالية استطاع هذا الفنان المقل فى اعماله ان يخطف قلوبنا ويؤسر وجداننا باعماله المتلاحقة والتى كان آخرها هذا العمل المتفرد فى كل جوانبة الابداعية من تأليف وسيناريو الى انتاج ثم  اخراج وتمثيل وموسيقى  واختيار للادوار والاضاءة والمناظر والمواقع ،  فالسيناريو المحكم لعبد الرحيم كمال جعلنا نغوص فى بحار الشخصيات ونتعايش معها ونتمسك بالعمل حتى النهاية وربما يكون مافعله المؤلف من ربط الاحداث بطريقة ( الفلاش باك ) وسرد القصة عن طريق الشيخ كمال مع المزج بين الماضى والحاضر هو ماجعل العمل متسلسل برباط ومتشابك الحلقات ، يجعل المتلقى ملتزماً به من البداية حتى النهاية فإذا ماغابت عنه حلقات البداية لايستطيع المتابعة باستباط الاحداث ومااكثر الحلقات التى استطاع فيها المؤلف والمخرج معاً الرباط بين الماضى والحاضر فى آن واحد ومع هذا العمل الفائق الجودة والذى ابرز بالتجربة الإخراجية الواعدة لشادى الفخرانى، مرورا بالموسيقى التصويرية الموحية للكبير جدا عمر خيرت، والتى كانت تحمل جملة الحلاج  ( والله ما طلعت شمس ولاغربت الاوحبك مقرون بانفاسى ) بتاغم الايقاع مع الكمان فى تناسق وسياق يختطف الالباب والعقول وليس بهذا بجديد على عبقرية عمر خيرت ، كذا الأداء المتميز لكوكبة كبيرة من الفنانين، أعاد المسلسل اكتشاف بعضهم، وعلى رأسهم أحمد فؤاد سليم وصلاح رشوان ومحمود الجندى، وسماح السعيد فى دور شهوية. كذا الفنانة السورية سلافة معمار التى جسدت دورها باقتدار بالغ رغم اختلاف اللهجة وتلك الشخصية المركبة الغنية فى مجملها النفسى نعومه وقوة والتزام ودلع وعقلانية وشرود ..الخ ،  ان هذا المسلسل الرائع استطاع بكل عناصره الابداعية وكما ذكرت معالجة التطرف والجهل والطمع التفكك الاسرى درامياً بواقعية شديدة تتناول احداثاً تتشابه فى مجملها مع واقعنا الحالى وتلقى بظلالها على المستقبل وتؤكد على جمال وحلاوة الاسلام عندما لايشوبه الجهل والتسلط والانانية وعندما يتخلى عن شوائب التعصب وحب الدنيا بشهواتها وملاذتها ويشير الى مواطن ودرجات النفس الانسانية من مرحلة اللوم الى الاطمئنان لقد استطاع الكاتب ان يجعل مدخله للمعالجة الدرامية اسلام  (الخواجة هربرت واعتناقه الاسلام على يد احد الاولياء المتصوفة بالسودان )... مع الاشارة الى منهج  التصوف فى شخص الحسين بن منصور  الحلاج وهو من ائمة التصوف فى القرن الرابع الهجرى ويكنى أبا مغيث . وقيل : أبا عبد الله . نشأ بواسط . وقيل بتستر ، وخالط جماعة من الصوفية منهم سهل التستري والجنيد  هذا العاشق الذى تفرد بحبه فزهد عن الدنيا وخلع نفسه من دنائاتها ولاذ بالحب الالهى حتى ملك عليه الوجد نفسه فأتلفها ، و لأن البوح بالوجد معصية قتلوه كأي عاشق آخر لظنهم  به انه قد أشرك  فتسبب عشقة وحبه ونزوحه  فى قتله فكان شهيدا للعشق الالهى لم يدرك درجته الا القله

وتتسابق  الاحداث لتظهر لنا تأثر الخواجة بالاسلام السمح الوسطى المتجرد من التشدد والتعصب، والبعيد عن الاغراض ، والتزامة بالصلاة والعبادة والذكر الدائم ودخول الحب قلبه ليتحول من انسان مستهتر سكير كاره للحياة بعد موت اعز احبابه  كما كان يعتقد الى شخص مرهف الاحساس رقيق المشاعر محب للصدق والامانه والخير للجميع ليأخذه الوجد والصفاء النفسى بعد ذلك الى أبعد المسافات بالرؤى الصادقة والاعمال الالهية التى تعين الاشخاص على الخير ليصل الى مراتب  الولاية بالاحسان والصدق والرضا . فى غمرة احداث متلاحقة تكشف طمع الانسان وجشعه فى شخص عبد الظاهر صاحب المحجر الذى يعمل به الخواجة عبدالقادر والذى يتوارثه ابناءة واحفاده .وتتوالى الاحداث التى تحمل بين حين واخر من قاع الدنيا باطماعها الى قمه الروحانيات التى ترقى بالوجدان فمن خلال الكرامات  الالهية فى شخص الشيخ السودانى عبدالقادر من جهه  والخواجة عبد القادر من جهة اخرى التى مايزال ينكرها البعض يؤكد الكاتب  عدة عناصر وامور منها حديث النبى الكريم صلى الله عليه وسلم أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : { إن الله تعالى قال : من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه.[رواه البخاري:6502 فلايكاد دعاة هدم ضريح الخواجة عبد القادر يفعلون حتى تظهر لهم معوقات تدفعهم الى العودة والتقهقر ...هكذا نجحت كل عناصر المسلسل الفنية ليخرج لنا يحيى الفخرانى وشادى وجميع المشاركين به بابداع يجعلنا ننتظرهم فى نجاحات اخرى      

المصدر: الكاتب والشاعر سمير احمد القط
samirelkot

صوت الشباب المصرى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 185 مشاهدة
نشرت فى 23 أغسطس 2012 بواسطة samirelkot

ساحة النقاش

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

149,628

ابحث

سمير القط

samirelkot
جريدة وموقع مصرى يحترم مؤسساته الوطنية وتقاليده المصرية و يختص بالكلمة الصادقة والعمل الجاد ..والحرف البناء للعقل والوجدان يحترم العقول ويحترم الاديان والاوطان و ينقل المعلومه والخبر الصادق للجميع، ويتواصل باقلام القراء الجادة ..معكم وبكم ومن اجلكم كانيحرره نحبه من المحررين الوطنيين الشرفاء (تنوية) الاخبار التى ترد الى الصحيفة للمشاركة »