الليلة قبل الاخيرة قصة قصيرة بقلم / عادل العجيمى

كنت واقفا هناك أمام البوابة الكبرى الفاصلة بين خارج المكان و داخله يفصلنى عن البهو الواسع كلمة من ذى الصوت الرعدى فتنفتح البوابة .....
أتانى الصوت من كل مكان مترددا فى الفراغ ...
يا عادل أدخل ...
فتلفت هنا وهناك فلم أر شيئا إلا أن الصوت بدأ يذوب فى الفراغ الساكن فدبت فى جسمى قشعريرة وتوقف عقلى فلم أستطع السيطرة على قدمى إلى أن وجدتهما تتحركان نحو الباب الذى بانت عليه نقوش غريبة تتداخل فيها الأشياء.
ما هذا ؟ !
حدثتنى نفسى و أنا أفتح عينى عن آخرهما فتمتمت :
غير معقول ...
كان وجهى منقوشا على إحدى ضلفتى الباب و مشطورا إلى نصفين : نصف باك ونصف مبتسم ، وعلى الضلفة الأخرى نقش لأفعى قبيحة جدا تنتهى برأس عصفور يتردد تغريده فى نفسى مختلطا بالفحيح ...تقززت نفسى و لم أستطع الرجوع إلى الخلف خطوة أو خطوتين كحال أى شخص يرى هذه النقوش ، إنما و جدت قدمى تتحركان صوب البوابة التى تفتح على فارس مدجج بالسلاح يحمل باقة ورد يصوبها نحو قلب صغير ، فتخترق سهام نافذة فتتساقط الدماء تحت قدمى فلم أعبأ بها ، و اخترقت البوابة إلى البهو ، و لم ألق بالا للباب و هو يغلق من خلفى إنما سارت قدماى فى طريقهما نحو الداخل إلى العمق ....تعمقت ( لم يكن فعل التعمق فعلى إنما وجدتنى محمولا على قدمى إلى الداخل ) .
يا الله ...!!
قلتها عندما ترءات لعينى تلك المناظر ( لم أقل و إنما شيء داخلى جعل الكلمة تسرى على لسانى ) كان الجانب الأيمن للطريق تكسوه أشجار باسقة تشيع فى بهجة فتنساب هادئة مطمئنة ، فأخذت نفسا امتلأ به صدرى ( فعل التنفس ليس فعلى و إنما انفتحت مسامى تستقبل هواء آتيا من الخارج ) ... انفتحت عيناى عن آخرهما حيث رأت ( العينان طبعا ) البستانى يرش هذه الأشجار بدماء تنطلق عبر خراطيم طويلة فتصاب تلك الأشجار بالجفاف ، و تشتعل فيها النيران التى تأكل كل ما يلقاها فأسمع ( فعل السمع ليس فعلى فالأصوات كانت تخترقنى ) صراخا آتيا من كل جانب ، فانطلقت قدماى إلى الأمام ، و امتدت النيران على الجانبين و أنا أجرى (نعم أنا الذى أجرى) الطريق يطول يمتد إلى ما لا نهاية و يضيق .... يضيق صارت النيران تلامس يدى ... تمتد إلى جسمى تأتى على أعضائى عضوا عضوا .... أحيط قلبى بما تبقى منها فتتساقط أمام اللهب الممتد فى غير رحمة إلى أن يبقى القلب وحيدا ..وحيدا
تحاول أن تلتهمه النيرا ن .......