لم يتذوق منها حلاوة ألأهتمام ولا شيْ من ألغبطه ولا كلمه لها وقع في القلب ولا لمسه من يديها تحرقه حباً لم يجد في داخلها من كل هذا شيء واحد يغريه في البقاء فكتب لها رسالته ألأخيره قصيره ومقتضبه وهو يعلم بأنها لم تفرأها ستهملها كرسائله ألسابقه تعبث بها رياح النسيان وتكون مجرد رساله تاهت بين أوراقها ألمبعثره لا قيمه لها كتبها ثم رحل بكل هدوء بكل تواضع ونسيان مجبر عليهِ لتجربه أخرى قد تكون أهون من هذه .
أما هيَ فكانت لاهيَه متحرره طائشه بإنوثتها وشبابها بأفكارها ألصبيةَ وفساتينها ألجميله كانت لاتؤمن بقدوم الخريف لاتشعر بهذا ألأحساس ألمثّبط للآمال لكن كم من ألسنين قد إنقضت وكانت أقوى حين تمكنت منها وهي نرى بعض ألشيب قد غزى شعرها ألأسود ألداكن وضعف بريق عيناها ألجميلتان لقد شعرت بوغزه في داخلها خدشة جدار قلبها بشيء من ماضي ألذكريات هي اليوم بحاجه اليها عادت تقلب أوراقها ألقديمه تحتضر فيها الذكريات واحلام ألأمس التي أصبحت زاهيه اليوم فعثرت على رسالنه ألأخيره كانت قليلة الكلمات لكنها وفيرة المعاني وهو يقول لها كم رجوت منك أللقاء تأخذنا أحاديث ألهمس لعالم ألأحلام أتلمس يديكِ ألناعمتانِ أجالسكِ بشوقٍ أنظر لجمال ثغرك ألطفولي ألبهيج أسمع نبضات قلبكِ أشم نسيم عطركِ أبتهج بوجودكِ أعيش عالمكِ كما تتمنين وليننجلي ألعمر كل ألعمر فلست أندم على شبابٍ تركته بين يديكِ .
قرأتها بألم كبير وهي تتمعن كلماتها ألمؤثره شعرت ولأول مره إنها قد فقدت ألحب ألكبير