سنواتٌ مضت . فصول تطويها فصول، وعذابٌ يولد من عذاب.. نهار يأكله الخوف ، وليل يضيع بالانتظار...وعمر يمضى دون استئذان ليسكب ماتبقى منه شرودا ، اُبحر فى سواد غرفتى ،غرفة لا تعرف معنى الشمس ، ووجوهٌ عيونُها محدّقة بالفراغ.. كل مقلة مبحرة في عالم غير العالم، تبحث في حنايا الذاكرة ، عمّا يدفئها من برد الغربة والوحشة..
سنواتٌ مضت، في هذه الغرفة الصغيرة الباردة.. التجئ إلى نفس الحائط : أبكي ، ارتعد .. أستند برأسي تارة ضاحكاً،و تارة آخري تشخص فيها عيناي.. واتساءل هل بعد الجدار جدار ؟؟ وهل للامل من بارقة ؟ واعود لأؤكد ان شيئاً ما.. بعد هذا الجدار.. ربما يكون الشمس، أو الهواء، أو القمر والنجوم.. لكننى اعمى لاابصر الا حدودى ..اعمانى زمنى عن كل ما هو خارج حدود هذه الغرفة..مضى مامضى فى انتظار طويل ،علنى أسمع حركة مفتاح يحتضن ثقب هذا الباب الحديدي الصدئ ، علّني أسمعه ذات يوم، ينتهى توجسى شيئاً فشئ وتكاد حكايتى ان تنتهى فى سطور الاقدار .. لكن خيوط الامل ماتزال تخدر كيانى ، بين التوجس والخيفة تارة والترقب والانتظار ،ارمق أشعة الشمس التى مازالت تبسط دفئها لتعيد الحياة انشدها واناجيها لتنقذنى من براثن هذا الغول الزمنى المميت ، انتظار تلوالانتظار وأحاله بين الحين والحين الي جنبات ه ذ ا الليل المعتم الباحث مثلي عن حقيقة الاشياء فى وجودك ، عن ضوء متسرب من ثقب ، أوقَن انه لن يزول ،انتظرك ثم أنتظرك لانى انتظر نفسى انتظر ذاتى ..انتظر حقيقتى فى وضوء الشمس وحضور القمر في سماء الافق الواسع