مجلة جماعة الإبداع الجميل

مجلة مختصة بأخبار الثقافة والادب وتبنى المواهب فى كافة مناحى الحياة

 

 

 

عندما تذهب الجاهة الكريمة لخطبة ابنة الحلال لفلان بن علان, يتقدم المتحدث باسم الجاهة فيقدم للموضوع بالآية الكريمة التالية : ( ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها, وجعل بينكم مودة ورحمة , ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) . هل نتفكر فعلا بمعنى كلمة تسكنوا التي ورد ذكرها في الآية الكريمة . ما رايكم ــ ايها السادة الافاضل ــ ان نتفكر في معنى هذه الكلمة بصوت مسموع . تخيلوا ــ يا رعاكم الله ــ رجلا عاد الى بيته مثقلا بهموم الدنيا ومشاكلها , وقد امسى صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ,يتناول طعام عشائه , ثم يدس جسما مثقلا في الفراش ليجد الى جانبه انسانة حلوة المظهر والمخبر , تعلو وجهها ابتسامة حنونة , فتربت على وجهه فيبثها همومه فتهوّن عليه الامر , فيضع راسه في حضنها الدافئ فتسكن نفسه ويرتاح قليه وتقر عينه وينشرح خاطره , فترفرف على راسه فراشات المودة والرحمة . تخيلوا امرأة تعيش يومها بين قرقعة الاطفال ومشاكلهم وطلباتهم وتساؤلاتهم التي لا تنقطع من جهة , ورعاية المنزل ومتطلباته اليومية من كنس وترتيب وطبخ وجلي وغسيل من جهة اخرى . فاذا ما انتهى النهار دست نفسها في الفراش لتجد رجلا يوسد راسها الصغير ساعده , ويمسح على وجهها ويُقبّل جبينها , ويرتب بأصابعه خصلات شعرها , ثم يضمها الى صدره , فتسكن نفسها وتقر عينها ويطيب خاطرها , وترفرف فوق راسها فراشات المودة والرحمة . تخيلوا ليلة من ليالي الشتاء شديدة البرودة, وقد هيّأت الزوجة لزوجها فراشا دافئا وثيرا , فدسّا نفسيهما فيه والتصقا ببعضهما , وما هي الا ثوان حتى يسري الدفء في اوصالهما , فتسكن نفساهما ويطيب خاطرهما وتقر عيونهما , فيناما هادئين ترفرف عليها فراشات المودة الرحمة , ولو ابتعد احدهما عن الاخر لما شعرا بالدفء ولا بالسكينة . تخيلوا معي ــ ادام الله عزكم ــ زوجا وزوجته في الفراش يتحدثان عن الاولاد , تقول الام : الولد فلان عين الله حوله , ذكي جدا , كثير التساؤل , فيتخيلانه معا وقد كبر واصبح شابا ودخل الجامعة وتخرج بتفوق . والبنوتة الحلوة فلانة ما اجملها , وما احلى حركاتها , وما اخف دمها فيتخيلانها وهي تنشأ نشأة طيبة , فتدخل المطبخ وتساعد امها , ثم تتعلم فتتخرج من الجامعة , ثم تزف الى بيت زوجها لتكون معه اسرة سعيدة . يميل الرجل بنظرة حانية الى زوجته فيقول : اريدها بجمال وذكاء وحنان امها . فترد عليه : وانا اريد لها زوجا برجولة وكرم وشهامة ابيها . يطبع الرجل قبلة على جبين زوجته فتسكن نفساهما ويرتاح قلباهما وترفرف فوق راسيهما فراشات المودة والرحمة , فينامان قريري العين منشرحَي الخاطر . تخيلوا معي رجلا مغتربا يضرب في الارض بحثا عن لقمة عيش شريفة كريمة , شحت في وطنه يطعمها اهله , لا يمنعهم من الالتحاق به والعيش معه سوى قرار مجحف , لعصبة امم حاقدة , تلقفه قوم اغبياء فاصطنعوا حدودا لا تستطيع حتى النملة اختراقها الا بوابل من الشروط . تخيلوا حرارة اللقاء بين الزوجين عند عودته من ديار الغربة , ثم السكينة وراحة البال اللتان ستخيمان عليهما عندما يخلدان للنوم. 
والان هل تفكرنا ايها السادة بمعنى هذه الكلمة وفلسفتها ؟ الا تعني اطمئنان النفس وهدوءها وسكينتها وراحتها , وكل المترادفات التي قد تخطر بالبال , ثم اثر ذلك في إسعاد الاسر وترابط العلاقات ومتانتها بين افرادها . والاسرة كما تعرفون نواة المجتمع وانعكاس له , فالمجتمع السليم من اسر سليمة . طبتم وطابت اوقاتكم.

samirahmedelkot

جماعة الابداع الجميل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2015 بواسطة samirahmedelkot

مجلة جماعة الابداع الجميل لشعراء القمر والنيل

samirahmedelkot
جماعة الابداع الجميل واحة لكل ابداع اصيل معاً نرحب بالمبدعين في كافة فروع الابداع (موسيقى - شعر - غناء -فنون تشكيلية - انشاد دينى - ابتهالات - ثقافة - صحافة - تمثيل - اخراج ...الخ ) ...نرحب بكل صاحب موهبة وكل ابداع حقيقى يقف على الطريق لنأخذ بيده ..نقيم انتاجه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

101,827