كان ياما كان في هذا العصر و الزمان رجل اسمه (عودة) في الخامسة والاربعين من العمر موظف على قد الحال , ويعيل اسرة من اربعة ابناء اكبرهم في المرحلة الثانوية , ووالدتهم امرأة فاضلة لبيبة مدبرة , وقفت مع زوجها تحارب عثرات الزمان . وتجمع القرش على القرش , حتى استطاعوا شراء شقة ومتواضعة تلمهم وتغنيهم عن الايجار, اخذت الزوجة والفرحة تغمرها ترتب البيت على ذوقها , وكلما تحصلت على بعض النقود تقوم بشراء ما يلزم البيت حتى اصبح جنة , واحست فيه انها ملكة على عرش هذه المملكة الصغيرة الوادعة التي بنتها بيديها. وما درت انها وبكلمة صغيرة ,او بجرة قلم بسيط يمكن ان تفقد كل شيء , تعب السنين ودفء الاسرة لتجد نفسها اولادها مُلقون في الشارع . كيف ؟؟؟ تعالوا نسرد الحكاية من اولها
تعرفون يا سادة يا كرام ما طرا على مجتمعاتنا من تطور , وما دخل عليها من وسائل التكنولوجيا الحديثة , والتي في الغالب لا نحسن استخدامها , منها وسائل الاتصال الحديثة , وعلى راسها هذا الجهاز اللعين (الخلوي), حيث انتشرت من خلاله ظاهرة فريدة عجيبة غريبة هي ظاهرة( فتيات الوتس او الفيس) . بدأت زوجة عوده تلاحظ عليه ملاحظات غريبة . وبحدس الانثى فأي تغير في نفسية الرجل تدركه المرأة فورا . بدأت تلاحظ تمسكه بجهاز الخلوي لدرجة اصطحابه له حتى اذا ذهب للحمام . ثم تطور الامر فصار يطلب منها ان تسبقه للنوم ويتأخر بعدها في الصالون ما شاء له ان يتأخر. ثم صار يكثر الخروج من البيت , ويبقى لساعات متأخرة , واذا سالته يتحجج بأية حجة, ثم تكتشف انه يكذب . بدأت المرأة تغلي واحست الاهمال الشديد . لا اطيل عليكم ففي احد الايام استطاعت ان تحصل على جهازه فرات البلاوي , وعرفت ان زوجها يعرف فتاة من اياهن , واتفقا على الزواج ولكن بشرط طلاق الاولى , وان الزوج ينتظر فقط افتعال موقف تخطئ فيه الزوجة ليقدم على الطلاق , وقد جاءته الفرصة, فافتعل الغضب الشديد لانها تتجسس عليه , وبدا النقاش المنفعل وكلمة منه على كلمتين منه على كف وبعض الاهانات والشتائم ‘ لتجد نفسها بعد دقائق خارج المملكة التي بنتها بيديها وعلى راسها حملت اسمنتها ورملها لتخفف من اجرة العمال, لتجد نفسها وقد رمى عليها يمين الطلاق , وفي اليوم التالي توفقت سيارة على باب منزل والدها والقت لها ببعض الهلاهيل غير المرغوب بها في البيت , وكذلك الاولاد , استعدادا لتهيئة البيت للعروس الجديدة .
اقول(ايها السادة) في جميع دول العالم يوجد قانون المستأجرين والمالكين يحمي المستأجر من طغيان المالك , فلا يحق للمالك اخراجه من المنزل المؤجر طالما انه يدفع الاجرة . الا يمكن ان تكون هناك الية لقانون يرفع الظلم عن المرأة المطلقة طلاقا تعسفيا ويبقيها في منزل الزوجية وخاصة وان حضانة الاولاد ستكون لها , فبدلا من رميها واولادها في الشارع دون ذنب جنته ـــ وانما بسبب نزوة عابرة من رجل تبع شهواته , وانطلق خلف فتاة ضحكت على ذقنه ـــ ان تبقى في منزل الزوجية على الاقل حتى تنتهي حضانتها او تتزوج , وعلى المتسبب ان يبحث هو عن منزل للزوجة الجديدة , واظن انه في مصر يوجد قانون مثل هذا لكن فقط في حالة البيت المستأجر حيث ينتقل الايجار الى الزوجة ويخرج الزوج . ما رايكم ان نتبنى هذه الفكرة ونجعلها قضية (راي عام) تصل الى المشرعين عندنا , فلعل وعسى ان تلقى اذانا صاغية , خاصة مع ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعاتنا ارتفاعا غير مسبوق , حيث ان دراسة اظهرت قبل ايام ان نسبة الطلاق بسبب (الفيس واللواتس) بلغت 33% . طبتم طابت اوقاتكم .