أمسك الطفل الصغير فى يد أبيه وهو يمشى فى سعادة غامرة.إن أباه يأخذه إلى الحديقة يلهو يلعب فهو حبيس فى المنزل وملَ من اللعب فى المنزل فهو وحيد امه سافرت كما قالوا له وأبيه مشغول فى عمله وليس معه الا جدته العجوز ترعاه
لكن اليوم سيجد أطفال مثله وفى مثل سنه يعدو ويلهو معهم تحت أشعة الشمس اللذيذة.
وهناك وفى أحد جنبات الحديقة وجده,عصفور جميل ألوان ريشه رائعه فوقف علي مقربة منه يتأمله وجده يفترش احد جناحيه ويفرد الاخر فبدت كل ألوانه الجميلة
زاهية تحت أشعة الشمس تبرق وتلمع ووجده يفتح منقاره ولكنه لا يصدر صوتاً
إقترب أكثر فأكثر فى خفه حتى لايخيفه ويطير ولكنه لم يخف ولم يطير
فجد نفسه امامه مباشرة وقر ران يداعب ريشه لم تحرك العصفور فوضع اصباعه علي منقاره ولم يتحرك تعجب الطفل وقال لنفسه هذا العصفور يحبنى انه صديقى فحمله علي كفه برفق وجرى به لابيه قائلا ابي انظر صديقى الصغير انه يحبنى لايخاف منى ولم يطر بعيدا بل ينام سعيدا فى يدى
نظر اليه أبوه نظرة حزينه وقال لانه مات يا بنى
مات؟
نعم مات ردالاب
مامعنى مات؟
قال الاب لم يعد يشعر بالخوف من احد ولن يطير او يرفرف بجناحيه او يسمع احد صوت تغريده بعد اليوم ويجب ان نحفر له حفرة صغيرة ونواريه بالتراب
وجد الطفل دمعه ساخنه تهوى علي خده تسابقها علي الخد الاخر دمعه اخرى
ثم انهمرت دمعاته وانهار فى البكاء
لقد ادرك الان معنى الموت
ادرك انه لن يرى امه او يسمع صوتها بعد الان
ادرك ان امه ماتت
