قصةٌ لكم أرويها قصيرةً ولها معانيها
إنهُ في قديمِ ألزمانِ وقبل خلق ألأنسان وفي وجود ألحيوان كانت على ألأرضِ غابتاً غنيتاً وجميله تقطنها حيوانات مختلفة ألأجناس وكثيره وكان يحكمها أسدٌ سميَ بملكِ ألغابةِ
أما ألحيوانات فعملها دؤوب وشاق من ألصباح حتى ألمساء ليرضوا ألأسدَألجبار بمائدةٍ من ألطعام ما لذ فيها وطاب فيأكل منها ويشرب ثم يترك ألفضلات لبقية ألحيوانات تأكل لجوعها بعد ألجهد وألأعياء
وبطشهِ شديد إن أحتج حيوان على هذا ألعمل ألمهان فأما أن يقتل أو يشرد خارج ألبلاد ولكنه في ألحق لايبيع وللباطل هو لايميل
وبينه وبينهم في شخصه متعالياً
غير أن للزمان احكام فلقد مرض الاسد مرضاً شديد لم يستطع معالج شفائه او طبيب وعلى اثره نفق الاسد ودفن في مملكة الاسود
فعمت الفوضى في الغابة حيث كان اخر الملوك واخر الاسود فتشاورا الحيوانات امرهم بينهم لينصبوا لهم ملكاً منصف يحب العمل والخير ويحمل الطيبه والنفس العفيفه
فأجمعوا أمرهم ورشح الحمار ملكاً للغابةِ لأنه يحمل تلك الصفات فأصبح الحمار ملك للغابةِ وفي اليوم التالي خرج الجميع للعمل مارين بالحمار كعادتهم يعمل معهم
ولكن الحمار مكانته اختلفت واصبح ملكاً
فقال الملك الحمار: هل سمعتم او رأيتم ملكاً يعمل عمل رعيته وأنا عليه مهام عظيمه وكثيره
قالوا: وماهي
قال الملك :سأبني لكم مستشفى تشفي مرضاكم وتعالج جرحاكم وأقيم دار للمسنين والعجزة المساكين وسأعمل على رياض لأطفالكم لينعموا ويمرحوا بها وأُشيد مدارس للعلم لتنير ألعقول وأُعين ألآرامل وألأيتام وأجعل لكم حدائق غناء ثم ان لكم حرية الرأي والتعبير دون قتل او تهجير فإنها الديمقراطيه
بالمفهوم الجديد
فأبشرت الحيوانات خيراً وفرح الجميع
فقال الملك:لكن هذا العمل الكبير يحتاج الى معيين
قالوا : لك ماتريد
قال الملك :الذئاب وزراء الميمن والضباع وزراء الميسر ايده الجميع واصدر فيهم مرسوم جديد وكالعادة عملت الحيوانات طوال اليوم ثم اتوا بمائدة الطعام فأكل الملك حتى شبع ومن بعده اكل وزراء الميمن ثم وزراء الميسر حتى افرغوا منها ثم جاؤوا البقية ليأكلوا فلم يجدوا شيئاً فنظر كلاُ لصاحبه وفي وجوههم معنى واحد على سوء الأختيار ومكر الحمار
فقالوا : لن نرضى بملك واحد فأتينا بملوك فالطعام بات مفقود والجوع اصبح مفروض لأننا تبعنا الجياع ونسينا الأخيار