جال بخاطري .. تسحبت ناحية الباب المُوَصَّدُ .. هاجمني الشَّذا المتسلل عبر الكوة الضيقة إلى خيشومي .. تملكني شيطانه .. طَفِقَتُ أَصْرَخ (آااه .. وألف آاااه) .
جلستُ القرفصاء اجتر الذكريات .. سال لعابي .. بصرت والدتي عن يمينى ممسكة بمُدْية مَسْنُونة , وحزم من جِنان خضر ، وإناء مملوء بالأرز المخلوط باللحم المفروم , وشقيقتى قابضة على جيد خشبي .. جسده منفوخ ، تنزع عنه ملابسه طبقة بعد آخرى ، تلقى بها في ماء يَغليٌّ , وتعود تلتقطها وتقطعها إِرْباً إرْباً .. تفردها , ثم تلف الخليط إِصبَعا إِصبَعا , فتتَحَلَّق الصُفُوف وتعلو , والنيران مستعرة هناك , تَبجْبَجَ الحَلَّةُ ، تلْتَوَى أَحْشَائِيّ شوقاً إلى وجبة "المحَشّي".