الخاطر (الحلقة الرابعة )
ولكى نتعامل مع الخاطر ولا يضرنا يجب علينا العلم ومعرفة النفس :
-فالجهل نوعان :
- عدم العلم بالحق النافع فالفرار منه بتحصيله إعتقادا ومعرفة وبصيرة
– عدم العمل بموجبه ومقتضاه الفرار منه بالعمل الصالح قصدا وسعيا
إعرف نفسك:
سقراط: أنه مادامت نفوسنا هى العنصر الباقى فى كياننا فيجب إذن أن نعتنى بها , وأن نثقفها وأن نزودها بالفضائل الفلسفية .
أفلاطون: خير الأفعال ما يساعد النفس على الوصول الى العالم الأسمى .
أنشتين : إنه يفضل الجنون على أن يقع فريسة الشهوات .
اذا أنت لم تعرف لنفسك حقها هوانا بها كانت على الناس أهون
تهون علينا فى المعالى نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
أنا البحر فى أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتى
قال "ص": المجاهد من جاهد نفسه " إخرجه الحاكم وصححه
وقد ورد فى الأثر :" رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر " عند الرجوع من إحدى الغزوات
ولم أر فى عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام
إمتحانات النفس (رضا العباد الفاتح كنز الرشاد القاضى محمد مطهر الغشم ):
1-لا يثقل عليه الحق بظهوره على لسان صاحبه .
2- أن يقدم أصحابه فى المجلس والطريق
.3- إجابة دعوة الفقير والمرور الى السوق فى حاجة الضعفاء والأقارب وأهل البيت
4- حمل حاجته وأهل بيته .
5- أن يلبس من الثياب النازلة فإن النفس تنفر من ذلك( وهنا القصد أن يختبر النفس فقد يلبس الثياب الفخمة ونفسه مطمئنة كالصديق أبى بكر "ر"لما سأل النبى محمد"ص"أنه يحب الثياب الجميلة والطويلة أهذا من الكبر؟ فقال له رسول الله "ص" لا ,لأنه "ص" يعرف نفس أبى بكر وتواضعها لله وحبها لرسوله وللتواضع .
لاينطلق الطائر إلا اذا حطم القفص .
اذا ثارت النفس الى مطلب ركبت إليه أسنة الرماح
الإعجاب بالنفس :
قال "ص": ثلاث مهلكات : شح مطاع وهوى متبع وإعجاب بالمرء بنفسه"
وروى البخارى قال "ص": بينما رجل يمشى فى حلته تعجبه نفسه مرجل شعره يختال فى مشيته إذ خسف الله به فهو يتجلجل "
(النفس والطبع لا ينظر كل واحد منهما إلا الى منظر واحد فاذا تعلق به وانفصل عنه نظر الى غيره والنفس والطبع فريسة الخواطر, والنفس ترجمان التأويل, والطبع ترجمان التبديل(محمد بن عبد الجبار بن الحسن " النفرى" )
والنفس قسمها الله عز وجل فى كتابه : باللوامة التى تلوم صاحبها على فعل المعاصى فيرتدع -والنفس الأمارة بالسوء – والنفس المطمئنة – والنفس الراضية – والنفس المرضية .
فالفرق بين عمل النفس الأمارة بالسوء وعمل الشيطان -وإن قيل أن النفس أعلى جنود الشيطان – أن النفس تصر على معصية واحدة ولا تبرحها إما أن يعملها وإما أن يوفقه الله لردعها والترقى فى مقامات الإيمان والإحسان , بينما الشيطان اذا أغلق عليه باب فساد طرق آخر .والإثنان لا يملان فكن يقظ .
فاحذر نفسك وخواطرها فهى إما تنجيك وإما ترديك .