مجلة جماعة الإبداع الجميل

مجلة مختصة بأخبار الثقافة والادب وتبنى المواهب فى كافة مناحى الحياة

 

الخاطر (الحلقة الثالثة الشك )
فخاطر الشك قد يكون إيمانى .. ولكن خاطر الريبة ضده تماما فيجب أن نرفضه لانه يؤدى الى الشرك بالله كما يفعل الماديون .. ويصلوا بخاطر الريبة الى أن لا يوجد إله بل طبيعة تتحرك من ذاتها ..
الشك الإيجابى هو خاطرة تدور فى نفس المؤمن لمحاولته الانتقال من مقام إيمانى الى مقام أعلى منه أى من اليقين ( الايمان الغيبى ) الى عين اليقين ( إيمان المشاهدة ) الى حق اليقين (ايمان تنفيذ للمشاهدة ) . وهذا ما حاوله النبى إبراهيم "ع" عندما جاءه خاطر الشك الايمان فتدرج من السؤال من يصح أن يكون إله للكون وللعبادة فنظر عندما جن الليل للنجوم وللقمر وفى الصباح بزوغ الشمس ووجدها كلها تأفل أى تغيب ولايمكن لله أن يغيب فرجع الى نفسه ان للكون إله واحد .. وهنا تحول الخاطر الى تفكير وانتهى بالحق .. قال تعالى :" ةكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين *فلما جن عليه الليلا رءا كوكبا , قال هذا ربى , فلما أفل قال لا أحب الآفلين * فلما رءا القمر بازغا قال هذا ربى , فلما أفل قال لئن لم يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين * فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر , فلما أفلت قال يا قوم إنى برىء مما تشركون * إنى وجهت وجهى للذى فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين " الانعام 75-79 مع اختلاف فى تفسير الايات هل هى خواطر من لدن إبراهيم "ع" أم أنه أراد تعليم قومه التدرج فى فهم الكون ,وأن له اله واحد لا يأفقل أبدا , فلا تأخذه سنة ولا نوم , قائم على عباده . اما طلبه من الله أن يريه كيف يحيى الموتى عمليا وتحت المشاهدة , وذلك ليرتفع الى حق اليقين وهو مقام ومنزلة عند الله عظيمة وعندها يطمئن القلب اطمئنانا كاملا قال تعالى :" وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحيى الموتى قال أو لم تؤمن , قال بلى ولكن ليطمئن قلبى , قال فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا , ثم ادعهن يأتينك سعيا , واعلم أن الله عزيز حكيم " 260البقرة وهنا قال الله لابراهيم يا ابراهيم لاتعد بمثل هذا واعلم ان الله عزيز حكيم . 
وهو ما حاوله النبى عزير "ع" عند مروره على قرية أموات فساوره الخاطر , كيف يحيى الله هذه القرية بعد موتها ولكن خاطر الشك هنا لزيادة الايمان لا ريبة فأماته الله مائة عام ثم بعثه و أراه الله ذلك فى الحمار ببعثه أمامه وفى الاكل الذى لم يتغير , وعندها رجع عزير بالخاطر وقال :أعلم ان الله على كل شىء قدير ..أى علمه السابق كان ايمانه بقدرة الله على الاحياء ولكن خاطر ايمانى يريد الاطمئنان قال تعالى :"أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحيى هذه الله بعد موتها , فأماته الله مائة عام ثم بعثه , قال كم لبثت , قال لبثت يوما أو بعض يوم, قال بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه , وانظر الى حمارك ولنجعلك آية للناس , وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما , فلما تبين له قال :أعلم أن الله على كل شىء قدير " 259البقرة "
أما خاطر المستحيل ,أو الوصول الى شىء مستحيل كرؤية الله عز وجل فى الدنيا , فقد طلبها موسى وهو كليم الله من الله بأدب ولعدم معرفته أن هذا شىء مستحيل , ولكن الله أراد أن يثبت لموسى النبى "ع" أن هذا لايمكن , فقال له أنا سأتجلى على الجبل , لو استطاع الجبل تحمل رؤيتى يمكنك أن ترانى , ولما تجلى الله على الجبل اندك , فصعق موسى أى غاب عن وعيه ,لشدة التجلى من المولى على الجبل , وهذا ما يسميه المتصوفون الحق مقام الفناء فى الله والصعق والمحق, أى يفنى الجسد وتبقى الروح مع المحبوب .. فلما أفاق قال موسى :" ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه , قال رب أرنى أنظر إليك , قال : لن ترانى ولكن انظر الى الجبل فإن استقر مكانه فسوف ترانى , فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا , فلما أفاق قال :سبحانك تبت اليك وأنا أول المؤمنين " الأعراف 143 فهنا موسى "ع" علم تجاوزه فى شىء لا يتجاوز فيه , لذلك قال : إنى تبت اليك وانت منزه عن الرؤية فى الدنيا للبشر , ثم عقب الله تعالى ب:" قال يا موسى إنى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامى فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين " الاعراف 144 فالله عز وجل قال لموسى ما أعطيته لك وهبا من الرسالة والكلام اصطفاءا هو لك فاشكر عليه ولا تتعداه 
بينما خاطرة رؤية الله من بنى اسرائيل كانت بسوء أدب وللتعجيز والاستنكار , فهم قوم أهل ريبة قال تعالى :" وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون " البقرة 55 فالصعق هنا صعق اجبار من الله لسوء أدب بنى إسرائيل ولولا موسى "ع" ودعائه لربه ما عادوا منها للحياة
-الشك:
قال "ص": نحن أحق بالشك من ابراهيم"اخرجه البخارى 
وهنا له تفسيران : نفى الشك وانما طلب الطمأنينة –طلب عين اليقين بالشهود 
فاليقين عن خبر وعين اليقين عن تجلى عن المخبر عنه للقلب والبصيرة وحق اليقين بالمباشرة والملامسة مثل الاخبار عن الجنة والنار وعنما يقتربا فى الموقف فهو عين اليقين وعند الخول يكون حق اليقين 
(عن ابى هريرة قال : جاء أناس من أصحاب النبى "ص" فسألوه فقالوا : أنا نجد فى أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال : وقد وجدتموه ؟ قالوا : نعم . قال : ذلك صريح الايمان " رواه مسلم 
وروى ايضا قال قال رسول الله "ص" " لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال : هذا خلق الله فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله " رواه مسلم .)
, فطه حسين عميد الأدب العربى استخدم منهج الشك الديكارتى فى بداية حياته متأثرا بديكارت وكان نتاج ذلك

samirahmedelkot

جماعة الابداع الجميل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 24 أغسطس 2014 بواسطة samirahmedelkot

مجلة جماعة الابداع الجميل لشعراء القمر والنيل

samirahmedelkot
جماعة الابداع الجميل واحة لكل ابداع اصيل معاً نرحب بالمبدعين في كافة فروع الابداع (موسيقى - شعر - غناء -فنون تشكيلية - انشاد دينى - ابتهالات - ثقافة - صحافة - تمثيل - اخراج ...الخ ) ...نرحب بكل صاحب موهبة وكل ابداع حقيقى يقف على الطريق لنأخذ بيده ..نقيم انتاجه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

101,789