جئتُمْ لعُمري مثل ريح ٍ لا تَذرْ
طارتْ بقلبي لم تَدعْ حتى أثرْ
سَطعَ الهوى كالبرق ِ يَسلبُ ناظري
ما نلتُ من حُبي لكمْ غيرَ النظرْ
أشرَعتُ قلبي بالوفاء ِ يَضمكمْ
وجعلتُ عيني تَرتضي طُولَ السَهرْ
أشقيتُ نفسي بينَ فكري والمُنى
لا ضيرَ منْ أَلَمي إذا قلبي أَمرْ
ليَّنتُ قلبي حاملاً طفلَ الهوى
ما كنتُ أدري قلبَكمْ مثلَ الحَجرْ
عاتبتُ نفسي إذ شَكتْ من بُعدكمْ
مَنْ كانَ يَهوى قلبهُ دوماً عَذَرْ
أبقى مع السُمّار ِ أحيا ليلَهمْ
فلرُبَّما بالفَجر ِ يأتيني خَبرْ
مَرّتْ بي الأيامُ أشربُ مُرَّها
والوجدُ عندي كأسُهُ كانَ الأَمَرْ
أتُرى جَفاكم لنْ يُبارحَ دُنيتي
والحُبُ ذَنبٌ ليسَ يَغفرهُ القَدرْ
ياليتَ أنساكمْ وأنسى ذكركَمْ
والعَينُ تَغفو لا يُعاقبُها السَهرْ