كان هناك شاب بلغ مبلغ الزواج فطلب من والده
ان يخطب له احدى الفتيات كى يقوم بالزواج منها
فقال له الاب ليس لدى مانع في زواجك ولكن لى
شرط وحيد وهو ,, ان تاتى لى بخروف تقطع منه
رطلين لحم .. ورطلين عظم .. ورطلين صوف وتاتينى
بالخروف سليم كما هو ويمشى على اربع .. فبهت
الشاب وعجز فكره .. فخرج تاركا المدينة في طريقه
الى مدينة اخرى وهو في طريقه تقابل مع رجل مسن
واتضح انه ذاهب الى نفس المدينة التى يقصدها
الشاب .. وتناولوا اطراف الحديث .. فقال الشاب تحملنى
ام احملك فرد الرجل المسن قائلا لا احملك ولا تحملنى
فوجدا رجل يقوم على حصاد القمح .. فقال الشاب
هذا القمح زرع ام اتزرع فقال الرجل انت تراه امام عيناك
وقد زرع .. فسارا فوجدا مجموعة من النعاج يراعهما رجل
فقال الشاب .. تلك النعاج هى نعجات ام نعيجات ..
فقال الرجل انت تراها امام ناظريك مجموعة من النعاج
فسارا فوجدا رجل قد توفاه الله ويحمله الناس على
الاكتاف في طريقهم الى مسواه الاخير الى قبره
فقال الشاب هذا الرجل المحمول على الاكتاف مات
ام لم يموت . فقال الرجل انت تراه امام ناظريك وهو
ميت ومحمول على الاكتاف الى قبره .. وهما في
الحديث اذ بهما يصلان الى اطراف المدينة . فقال الرجل
المسن حان وقت الفراق وانا ذاهب الى بيتى وانت
الى اين ذهابك .. فقال الشاب وانا ذاهب الى بيت
الناس جميعا وافترقا ............وذهب الرجل الى بيته
حيث كانت له ابنة جميلة شب فورانها وحان وقت
قطاف عسلها . فاستقبلت ابيها مرحبة به فقال لها
الاب هل رأيتى ما حدث معى يا بنية فقالت له ما الذى
حدث معك يا ابتاه فقص الرجل على ابنته ما دار بينه وبين
الشاب .. فقالت فقط هذا ما يؤرقك اسمع يا ابتاه تفسير
ما قاله لك الشاب .. اولا تحملنى ام احملك الشاب يقصد
ان المسير طويل ولابد من ضياع الوقت في الحكايا ومعنى
تحملنى ام احملك هل تبدء انت الحكاية ام هو ..
ثانيا . القمح وحصاده حيث قال لك زرع ام اتزرع وهو يقصد
ان هذا القمح المزروع ان كان صاحبه قد اخرج كل شئ
من بيته مثل البزرة والسماد والماء ومن قام على خدمة
هذا الزرع فيكون قد زرع لان خيره كله سيعم عليه ولا يأخذ
منه احد شئ . اما ان كان كل شئ بالاجرة وبالمال فيكون
اتزرع لان خيره سيذهب ثمن للبزرة والسماد والماء ومن
قام على خدمة الزرع .......
ثالثا . النعجات الشاب يقصد ان تلك النعجات اذا كانو ا بدون
خروف معهم في المرعى فيصبحون نعجات .. اما ان كان
معهم خروف فسيعشرون ويحملون ويولدون ويصبحوا نعيجات
رابعا . اما الرجل الميت المحمول على الاكتاف الشاب يقصد
هنا ان ذلك الرجل ان كان ليس له ابناء او زرية تحمل اسمه
من بعده فهو قد مات .. اما ان كانت له زرية وولد فيكون بذلك
لم يموت تطبيقا للمثل الذى يقول .. اللى خلف مماتش ..
اين ذهب ذلك الشاب يابى .. قال انه ذاهب الى بيت كل
الناس يا ابنتى ..فقالت الفتاة اذن ليس له احد في المدينة
وهو غريب عليها لانه ذهب الى المسجد وهذا هو بيت الناس جميعا ..
اذن علينا ياابتى ان بعث له بطعام وشراب . فقال الاب
حسنا يا ابنيتى ..فارسلوا للشاب رغيف وقطعة من الجبن
وكوب من الماء . وذهب المرسال في طريقه الى الشاب
في المسجد وهو في طريقه قرصه الجوع فاخد جزء من
الرغيف وقطعة من الجبن واكلهما واخذ شربة ماء من
الكوب وذهب الى الشاب . حين شاهد الشاب ذلك وعرف
ماحدث فقال للرجل ارجع لمن اعطاك هذا الطاعم وقل
له السنة ناقصة شهر والشهر ناقص يوم والنيل ناقص قيراط
فرجع الرجل الى منزل الرجل المسن وقص ما حدث من
الشاب فقالت الفتاة اذن انت من اكلت من الطعام لان
قول الشاب ان السنة ناقصة شهر ان الرغيف ناقص
وان الشهر ناقص يوم الجبنة نقصت والنيل ناقص قيراط
كوب الماء قد وصل اليه منقوص . لابد ان تاتو لى بذلك
الشاب .فذهب والد الفتاة الى المسجد واستدعى الشاب
الى بيته . وحين تقالبت معه الفتاة قالت له ما هى حكايتك
فقص عليها ما كان من امر ابيه وما طلبه منه كى يوافق على
زواجه فقالت له هذا فقط الامر سهل جدا بل اسهل مما تتصور
قالت له قبل ان اقول لك كيف لى شرط وهو ان تتزوج منى انا
وليست فتاة اخرى . قال لها نعم اوافق على شرطك قالت
الفتاة اذن يوجد على قارعة الطريق رجل يتاجر في الخراف
اذهب اليه ةاشترى خروف سمين يكون له قرنان كبيران وزيل
طويل فذهب الشاب واحضر لها الخروف الذى طلبته . فقامت
بقص رطلين لحم من زيل الخروف ورطلين من العظم من قرنى
الخروف ورطلين من الصوف من صوف الخروف وقالت اذهب
الى والدك وقدم له ماطلب اللحم من الخروف والصوف من
الخروف والعظم من الخروف وهاهو الخروف حى يرزق ويمشى
على اربع ..
فذهب الشاب الى والده واعطى له ما طلب فقال الاب جيد
اذن اطلب الفتاة التى تروق لك كى تتزوج منها . فقال الشاب
انا قمت بالاختيار وانتهى الامر هناك فتاة قد اخترتها لتكون
شريكتى في حياتى فوافق الاب وذهبا جميعا الى منزل الفتاة
وتمت الخطبة والزواج .. ثانى يوم العرص وفى الصباح ذهب
الوالد كى يبارك للعروسين في صباح عرسهما وانفرد بابنه
وقال له انت تزوجت بالامس قال الشاب نعم . فقال الاب
اريد لزوجتك ان تحمل وتلد اليوم وياتى لى الطفل بطعام
الغداء في الغيط . فجن جنون الشاب وذهب الى عروسه
وهو يضرب اخماس في اسداس . فقالت له العروس ما
اصابك ما الذى الم بك من حديث والدك فقص عليها
ما كان من امر الوالد .. فقالت له لا تحزن ولا تغضب نفسك
اليس لديك صديق يعمل في الشرطة قال لها نعم لى صديق
شرطى قالت له اذن اذهب اليه واستعير بزته العسكرية
لمدة ساعة واحدة فقط . فذهب الشاب ونفذ الامر واحضر
البزة .فارتدتها العروس وركبت الفرس وذهبت الى والد
عريسها وهو يقوم على زراعة ارضه بمحصول القمح حيث
كان يغرث بزرة القمح .. فقالت الفتاة وهى تتقمص دور
رجل الشرطة ماذا تفعل ايها الرجل فرد الرجل وهو لا يعرف
ان تلك عروس ابنه بل خاطبها على انها رجل شرطة فقال
انا اقوم الان على زرع الارض ببزرة القمح فردت الفتاة في
حزم وقوة حسنا انت تقوم الان بوضع البزرة اذن عليك ان
تنبت البزرة وتقوم بحصاد القمح واريد ان اكل منه فريك
قبل عصر اليوم والا وضعتك في السجن .....
فهرع الرجل مهرولا الى بيته والخوف يعتصره محدثا نفسه
كيف يكون ذلك هل رجل الشرطة هذا اصابه الجنون
فاستقبله ابنه ماذا بك يا ابتاه . فقص عليه ما دار معه
في الغيط بينه وبين رجل الشرطة مع وصول العروس في
زيها النسائى وسمعت ما قصه الرجل على ابنه فقالت له
يا عماه ووالد زوجى تستغرب مما قاله لك رجل الشرطة اذن
كيف تريدنى ان احمل والد وياتى لك الطفل بطعام الغداء
في يوم واحد . قال الرجل اذن انتى رجل الشرطة . قالت العروس
نعم انا . فقال الرجل لقد قمتى بهزيمتى ومن اليوم لن اتدخل
في حياتك او حياة ابنى
ابو العبادى من تراث جدتى الصعيدية