كحارسٍ أمين كان يتبعها ,وكان صوتها الخافت يغزو قلبه, يأسره..قالت:صلِّ معى, فصلّى, صلّى دون علمه الطقوس والأسباب , فقط , إيمانه بقدسية صلاتها!
*كانت مياه البُحيرة الصافية تعكس صورة وجهها الملائكىّ, وتضفى على حافة الشاطئ تموجات تجتذبُ أوزّةً بيضاء تتراقصُ فى رشاقةٍ وتغمسُ رأسها فى مرآة الماء السائلة, وسرعان ما تهرب الى تموجاتٍ اخرى!
*لم يتواعدا يوماً, ولم يخلفا الموعد يوماً..أتقنَ الشعائرَ والطقوس, باتت قدماهُ تحفّزه قبل الموعد , كأنها أدمنت العبادة, وعشقت الشاطئ, والرمال والبحيرة, حدّث نفسه{لماذا لا تتكلم كثيرا كالأخريات؟..صوتُها أخّاذٌ, مريح ..لَكنَّ الحزنُ الهائم بوجهها يدعو للتساؤل؟..لا بأس, ربما القادم من الأيام يمحو تلك المِسحةُ الحزينة}
*{ما بالُ الرمال ثقيلةً اليوم , ولماذا الطريق استطال؟ربى..أين المحراب..لماذا اعتمّ الشاطئ فجأةً؟, ولماذا الماء صار عكرا؟ها هى الأوزةٌ البيضاء, ولكنّ لماذا ريشهُـا مُغطّى بالسواد, ولماذا تُشير بمنقارها ناحية السماء؟..أين سأُصلِّى , ولمن؟}
*تـجرّعَ الألم, بكيَ الكونَ, والحياة, والينبوعَ البكر..لكن صورتها المحفورة بقلبه لم تبتلّ, ظلّت المنحةُ الوحيدةُ التى تركتها الطبيعةُ القاسيةُ, لم تستطع الرياحُ اقتلاعها, ظلّتْ تنمو وتنمو وَسط رُكام السنين, وأنينِ الذكرى!!@
**********************************
*{من مجموعتى القصصية= كان يُشبهه تماما=
نشرت فى مجلة ابداع المصرية-عدد ابريل/96}
*********************************