مجلة جماعة الإبداع الجميل

مجلة مختصة بأخبار الثقافة والادب وتبنى المواهب فى كافة مناحى الحياة

 

 

 

وقف أمام المرآة , قال:لابُدّ من أن اُهذِّب شَعرَ رأسى , وأصبُغهُ , باستثناء موضعٍ صغيرٍ أعلى السالفين , وأن أستخدم عطراً شبابياً , وأنظرُ فى مرآةٍ شبابية , وأبتسمُ ابتساماتٍ شبابية!..
وقال:هذا -أمشير- ,مازال أمقتُه وأمقت مطره , وزوابعه , -وشخير زوجتى-!
أعرفُ أن -سلمى- ودودةٌ , وهادئةٌ كنسمةٍ ربيعيةٍ , خاصةً بعد أن صارت أرملةً-..وأعرف أننى أروقُها كما تروقُنى , رغم فارق العقدين بيننا , غير أنها حييّةُ أكثر من اللازم , تُحب أولادى كثيراً , وتخشاهم أكثر!..
*أمّا -سمَاره- , فهى أكثرُ فتنةً وأُنوثةً ,وجنوناً أيضاً{آهٍ -سَمَاره- يا شغف الروح , هذا قلبى يزأرُ بحُبِك بعيدا عن المثاليات التى تتكئُ على رغباتى وتُذكّرنى:أنى مازلتُ طيباً , ومُستأنساً , وقائداً , وتابعاً..ومع كل هذا أُحبُكِ..أحبُكِ جداً}
*وقف أمام المرآة -ثانيةً- ,أغمض عينيه هُنيهةً , ثم فتحهُمـَا , شاهد نفسه أسداً -غضنفر- إنتعش, وبُشَّت أساريره , لكنه حين اقترب أكثر , رأي -الغضنفر- وديعاً يتثائب ويُذرف الدمع تباعاً, وقبل أن يوشكُ الليلُ على الرحيل ,ضغط بمخالبه المستأسدة على معدته , فأيقظ عصافيراً جائعة, لكنّ الطعام هناك , حيث -شخير- زوجته الوحشىّ, والتى لن يرضيها , أنَّ شيئاً يحملُ بصمـاتها , يذهبُ هكذا , دون مقابل!

*{اّهٍ -سَمَاره- أيتها الغنوج المتوهجة , مازالت فتنتُكِ تُدغدغُ قلبى , وأنا مُستلقياً برتابةٍ قاتلة, تُذكرُنى بالعسل المأسوف عليه!..
أمّا أنت أيها -الأمشير- اللدود الذى , خبَّـأ النجوم , وأسْكَت العصافير , وجعل الدمع يسيل , والاُذنُ تئنُ تحت وطأةِ الصَّفير , والتنُّوراتُ تُعرّى أفخاذَ نسائها؟..تباً لك!
مرحى -سَمَاره- , مازال وجهُك الفاتن يسحرُنى , لابُدّ وأنك امرأةٌ صيفية, حيث شُرفتك لم تزل مضاءةً , تماماً كوجهك ,كأنك تومئين لى أن أظلّ يقظاً , قاتلك الله , كيف تُشبهيننى بأمشير؟ وأنا من أبدي إنبهاراً بشعرك المُترامى الأطراف , وعينيكِ الشقيَّتين البُنتين اللّتين تعصفان بلُبِّى ووقارى..أجل سَمَاره , لقد أصبح الوقتُ ملائماً تماماً , لنبحثُ عن أفعالٍ شبابية, مازلتُ شغوفاً بالحب الذى أعرفه مُذ كانت المرأةُ لا تجد مشقّةً لتُثبت أنها -أُنثى-..آهِِ أيتها الفاتنة , لم يعد مُلائماً , أن تقبعَ -شبه الأُنثى- فى فراشها خاملةً , تستنهضُ ذَكَرَها , إذ كيف يُراقُ ثلجُ بثلجٍ؟ , لن يُسعف -الذَّكرُ- حينئذِِ سوى أن يقول شكراً لفنجان القهوة ,ثم يتسللُ الى الشارع , ليستقبل وابلاً من المطر , حيثُ لم ينتعشُ مُنذُ دهرٍ!..كم أتمنى قبل أن أشيخَ وأُقبرُ هُنا , وأنتِ تمرحين في حديقة قلبى..أن أصمدُ , وأصدُّ الزوابع , وأمشير , ودلالكِ المُستبـد , نعم , سأجلسُ على نفس الكرسىّ , بنفس المكان , أنتظر عودتك , مُحذِّراً إيّـاك:ليس بصديق , ذلك الجالسُ إلى طاولتى , ذو الشعر اللّامع , والبشرة الغضّـة المُشبّعة بالإحمرار , والذى رُبما يصغُرنى بعِقدين , والذى يُخبِّئُ خلف نظارته السوداء:عينين نهمتين متحفزتين}@

samirahmedelkot

جماعة الابداع الجميل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 21 مايو 2014 بواسطة samirahmedelkot

مجلة جماعة الابداع الجميل لشعراء القمر والنيل

samirahmedelkot
جماعة الابداع الجميل واحة لكل ابداع اصيل معاً نرحب بالمبدعين في كافة فروع الابداع (موسيقى - شعر - غناء -فنون تشكيلية - انشاد دينى - ابتهالات - ثقافة - صحافة - تمثيل - اخراج ...الخ ) ...نرحب بكل صاحب موهبة وكل ابداع حقيقى يقف على الطريق لنأخذ بيده ..نقيم انتاجه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

101,775