آفــــــــــــــاق

الموقع خاص بالكاتب ويتضمن إنتاجه الأدبى المنشور

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->

شهادتى فى
مؤتمر غرب ووسط الدلتا الأدبى الخامس عشر

كانت البداية فى أواخر عام 1980 عندما تسلمت خطاب القوى العاملة للتعيين فى الثقافة الجماهيرية المعروفة الآن باسم الهيئة العامة لقصور الثقافة ، وربما كان هذا التعيين فى هذا القطاع هو الذى امتص صدمة العمل خارج تخصصى الدراسى فى الآثار المصرية ، بل يمكن اعتباره مبعثاً للإرتياح لاتفاقه مع ميولى للأدب منذ سنوات الطفولة ..

تسلمت العمل فى بيت ثقافة غزل المحلة والذى كان يديره آنذاك أحد فنانى مدينة المحلة وهو الراحل الأستاذ مسعد همام ، وأذكر كلماته لنا فى بداية عملنا فى الثقافة حين أكد أكثر من مرة أن العمل فى الثقافة يحتاج إلى الإبداع ، وأن الموظف وهو فى طريقه إلى العمل لابد أن يفكر فيما يمكنه تقديمه لهذا اليوم من جديد ، وهكذا بدأنا فى جو من الحماس والتفانى يساندنا بإدارته الواعية ويقدم نشاطاً متميزاً فى هذا المجال .. واستمرت الرحلة حتى نهايتها فى الأول من فبراير الحالى 2014 ، فكنت شاهداً على هذه المرحلة بكل ما فيها من نجاحات واخفاقات ..

فى البداية لم يكن هناك فى بيت الثقافة نشاط أدبى بالمعنى المعروف ، كل ما كان هنالك ندوات مكتبية كل شهر أقرب للمحاضرات المدرسية يلقيها اثنين من مدرسى المدارس القريبة ، الأمر الذى أثار استهجاناً بداخلى لم أفصح عنه لعدم خبرتى العملية ، لكن الأمل قائم فى التغيير أتحين الفرصة لاقتناصه .. كيف ؟ لا أعرف بعد ..

تمر الأيام لأفاجأ بأن هناك ما يطلقون عليه " دورة اعداد الرواد " والحصول على هذه الدورة اجبارى على كل حملة المؤهلات العليا ، وهى دورة طويلة الأمد تمتد لما يقرب من العشرة شهور باقامة جبرية فى مركز اعداد الرواد بمصر الجديدة لمن هم من خارج القاهرة ، والتحقت بالدورة رقم 14  وفى الحقيقة كانت هذه الدورة مفيدة وثمينة وتفتح الكثير من الآفاق أمام من يتعامل بجدية مع رسالة الثقافة الجماهيرية ، وهى من جانبها الاجتماعى تجميع للأصدقاء من شتى محافظات الجمهورية حتى أننى على اتصال ببعضهم للآن وجدير بالذكر أن رئيس الهيئة الحالى ونائبه كانا من بين الدارسين فى هذه الدورة التى بلغ عددهم فيها أربعة وخمسين دارساً .. وكام من المتبع فى مثل هذه الدورات أن يعين صاحب المركز الأول مديراً لبيت أو قصر ثقافة فى محافظته أو خارجها حسب طلبه ولكن المتبع لم يطبق معى ولا أعرف لذلك سبباً حتى الآن ، وعلى أية حال لم يكن هذا الأمر يشغلنى فى أى وقت ، بل وتركت الإدارة بمحض إرادتى عندما وصلت إلىّ قصراً ..

وعدت من الدورة مشحوناً بحلم طالما راودنى وهو أننى بكم انتمائى للعمل الأدبى كنت قد سمعت الكثير عن نادى الأدب بقصر ثقافة المحلة فى فترة السبعينيات والذى كان من رواده جار النبى الحلو ومحمد فريد أبو سعدة ومحمد المنسى قنديل ونصر أبو زيد وغيرهم خشية السهو والنسيان ، تساءلت فى نفسى .. ماذا يمنع من تكوين نادٍ مماثل ..؟ وماذا يمنع هؤلاء من العودة لقصور الثقافة ..؟ ما الذى جعلهم يهجرونها ويقاطعونها بهذا الشكل ..؟ ..

لم أتعجل الأمر وبدأت فى العمل حثيثاً بالاعلان عن تكوين نادى للأدب ببيت ثقافة غزل المحلة وبطيئاً بدأ توافد شباب صغير السن يبحث عن منفذ لابداعاته ، وعن مرشد لهدايته ، وعن مكان يلتقون فيه، وبدا أنهم وجدوا ضالتهم فى هذا المكان الذى فرغنى مديره – وكان الأستاذ مصطفى صيام – فى ذلك الوقت للنشاط الأدبى .. وكانت الدفعة الأولى من هؤلاء المبدعين ، فراج مطاوع ولطفى مطاوع ثم إيهاب الوردانى ومحمد الدش والراحلون فريد معوض وجمال عساكر وعبد الحميد أبو عيسى ، ورويداً رويداً بدأت الدائرة تتسع لتشمل جيلاً تالياً ضم جابر سركيس ومحمد عبد الحافظ ناصف ومحمد المطارقى وأشرف الفضالى وغيرهم .. ثم بدأ التواصل مع جيل كان قد بدأ ينشر أعماله فى المجلات والصحف ومجلات الماستر ومنهم مختار عيسى ومحمد العزونى وربيع عقب الباب ، وكان محمد أمين قد عاد من العراق وتلاه محمد أبو قمر ، وزاملت محمد أمين الذى كان اهتمامه الأول هو المسرح ولم يكن قد بدأ الكتابة للأطفال بعد ..

إلى هنا كانت اجتماعنا الأسبوعى يوم الأربعاء من كل أسبوع وكان قاصراً على قراءة ابداعات الأعضاء ومناقشتها باستفاضة من منطلق الحب والاحترام وإنكار الذات والرغبة فى النمو والتميز وامتدت اللقاءات بينى وبين هؤلاء الشباب فى منازلنا فكثيراً ما التقينا فى منزل الصديق إيهاب الوردانى بمجول وفى القيصرية فى منزل الصديقين فراج ولطفى مطاوع وكذلك فى سامول فى منزل الصديق الراحل فريد معوض وبدأت الابداعات تظهر وتفرض نفسها على صفحات المجلات الأدبية ..

تزامن مع هذه الأحداث ظهور مجموعتين كان لهما تأثير كبير فى دفع الحركة الأدبية فى المحلة ، أولهما مجلة الرافعى التى صدرت عن مديرية الشباب والرياضى بالغربية ويعمل بها الأصدقاء أحمد عزت سليم ومحمد العزونى ، وثانيهما جماعة الساحة بقيادة الصديق الشاعر مختار عيسى ومعه ربيع عقب الباب وبدأ عصر الندوات الموسعة بدعوة أبناء المحلة المقيمين فى العاصمة لندوات نادى الأدب بغزل المحلة فجاء محمد فريد أبو سعدة ومحمد صالح وسعيد الكفراوى والمنسى قنديل إلى جانب المقيم دائماً فى المحلة الأديب الكبير جار النبى الحلو ، وفى الحقيقة لابد هنا من الإشادة بالدور الذى لعبه مختار عيسى فى إعداد وتنفيذ هذه الندوات التى وصل صداها إلى كل أرجاء المجتمع الأدبى ..

فى ذلك الوقت لم يكن لنادى الأدب ميزانية خاصة به كما هو الحال الآن ، وكانت أية تحركات للأعضاء تتم على نفقتهم الخاصة ومع ذلك لم نكن نشكو أو نتمرد ، ولم تكن هناك صراعات ولا مشاحنات بين الأعضاء على مقاعد مجلس الإدارة أو التسابق فى المشاركة فى المؤتمرات واللقاءات التى تتم خارج المحافظة ، أو المكافآت التى يتم صرفها  مقابل الندوات المحلية .. وكأن المال يفسد كل شيئ ..

المهم فى الأمر أننى شعرت بالنجاح فى التحدى الذى واجهته فى البداية وعادت الطيور المهاجرة تحط مرة أخرى على أرض قصر الثقافة فى غزل المحلة ، واستضفنا – إلى جانبهم –  كبار النقاد والكتاب المعروفين آنذاك مثل الدكتور عبد المنعم تليمة ود. صلاح فضل ود. حامد أبو أحمد وغيرهم ..

هذه الرياح المواتية ، أيقظت الطمع بداخلى ففكرت بما أننا نعمل داخل أسوار شركة الغزل فى تكوين نادى أدب عمالى ، أى خاص بعمال شركة الغزل فقط تمهيدا لدمجهم مع اخوانهم بعد ذلك ، وبالفعل بدأت نواة هذا النادى بالشعراء عبد المنعم الأحمر وعبد الفتاح (لا أذكر بقية الاسم) والعم حيدر امام ، لكن ضعف المستوى وكثرة خلافاتهم مع بعضهم البعض حالت دون اكتمال المشروع .. واكتفينا بشرف المحاولة وريادة الفكرة ..

وتمر الأيام ويكبر الصغير وها هم الآن ملئ السمع ، تلك الكتيبة التى استقبلتها طلاباً فى الجامعات أو فى بداية حياتهم العملية هم الآن عصب الحركة الأدبية فى المحافظة وجزء هام من الحركة الأدبية المصرية بوجه عام ..

هذا عن الحركة الأدبية ، أما عن العمل بالثقافة ذاته فهو يحتاج إلى مناقشة وإعادة تأهيل للمنظومة ككل ، ويكفى أن أذكر مثالاً على الجمود الفكرى لهذه المنظومة ، ففى بداية عملنا فى منتصف الثمانينيات كنا ننزل إلى القرى المجاورة بجهاز سينما 16 مم وبأفلام عفى عليها الزمن وابيض وأسود فى وقت تنتشر فيه أجهزة الفيديو فى المقاهى والتليفزيونات الملونة ، لكنه البرنامج المزمع تنفيذه ، وكأننا نعيش خارج الزمن ، كما كان مفهوم المتابعة لدى المديرية يقترب من مفهوم التفتيش ويقوم المتابع من قبل المديرية باحصاء عدد الحاضرين للندوة بالرأس ، والخلاصة أن هذا الجهاز الذى نشأ فى أحضان التجربة الاشتراكية ظل يعمل بنفس آلياته فى مجتمع تغير تغيراً جذرياً وتبدلت قيمه وتصوراته ، وتطور تكنولوجياً بصورة متسارعة لم يلتفت إليها القائمون عليه فأصبح العمل روتينياً ومحصلته الصفر الكبير ..             

samibatta

أهلاً ومرحباً بك عزيزى القارئ .. أرجو ألاّ تندم على وقتك الذى تقضيه معى ، كما أرجو أن تتواصل معى وتفيدنى بآرائك ومناقشاتك وانتقاداتك ..

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 113 مشاهدة
نشرت فى 7 إبريل 2014 بواسطة samibatta

ساحة النقاش

سامى عبد الوهاب بطة

samibatta
أهلاً ومرحباً بك عزيزى القارئ .. أرجو ألاّ تندم على وقتك الذى تقضيه معى على صفحات هذا الموقع .. كما أرجو أن تتواصل معى بالقراءة والنقد والمناقشة بلا قيود ولا حدود .. ولكل زائر تحياتى وتقديرى .. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

89,696