.. كل يردد ما في جعبته ..






لو إنك إنتبهت وأنت تجلس مع شخص ما إلى الطريقة التي يتلفظ بها وتلك الملامح التي تبدو على وجهه والسكنات حين يتحدث ، ستجد في الغالب أن هذا الشخص يتحدث من نمط محفوظ في عقله الباطن ربما يكون هذا النمط عائد إلى أباه أو أمه أو معلمه أو إلى خبرات كونها في حياته السابقة فأثرت في نمط تفكيره وطريقة إداءه .


ليس هناك من هو حر من تركة الماضي أو من خبراته الذاتية وهناك لا شك الكثير من الإيجاب في هذا ، إنما بذات الآن هناك الكثير من السلب .

لو إنك سمعت كلمة ” يجب ” أو ” واجب ” لمرات عديدة على لسان المقابل فإنك بالتأكيد ستستنتج أن هذا أو هذه المسكينة مشدودة بقوة إلى إلتزامات قاسية لا تعبر بالضرورة عن ما في روحه أو ضميره .


كلمة ” يجب ” أو ” واجب ” هي كلمة بشعة تعبر عن العجز الذاتي والعبودية لهذا الذي قيل لنا أو تعلمناه من المدرسة أو من قيم المجتمع والتي صارت مقاييس لمدى صلاحنا من فسادنا .


لا أقول هنا أننا لا يجب أن نؤدي ما علينا تجاه المجتمع أو تجاه آبائنا أو أبنائنا وأوطاننا ، لكن إختيار الكلمة أو اللغة التي توحي بالإلزام الحاد تعبر عن إننا لا زلنا غير مقتنعين بهذا الذي يراد منا قوله أو فعله وفي الغلاب فنحن أما أننا لا نفعل ما يراد منا رغم تردادنا لكلمة ” واجب ” أو إننا نفعلها بدون حب وإلا لما قلنا واجب أو لما كررنا هذه الكلمة عشر مرات في أي محادثة مع أي غريب أو صديق .

إنتبه لهذا عزيزي القارئ من أجل أن تتحرر من الواجبات أو أن تحيل الواجبات إلى أفعال جميلة تفعلها بقناعة وحب لا لمجرد أن ترضي الآخرين وتسبب لنفسك التعاسة .






في قناعتي ليس هناك واجب إلا تجاه ربك وعبادتك و ذاتك ثانينا … أن تحبها وتحترمها وترعاها لأنها هي أداتك للعيش السعيد الموفق ، ثم بعد ذلك حاول أن تعيد تقييم واجباتك على أساس ضروراتها لإستمرار حياتك وإستمرار تطورك وبذات الآن على أنها ثمن يدفع ضمن ما تأخذه من الحياة من مكاسب ونعم وليس كواجب لا مقابل له .


أحبب واجباتك من حيث أنها جزء من سعادتك وليس واجبا مفروضا عليك ، ثم إختر كلمة أخرى تعبر عنه ، من قبيل ” أنا أحب أن أساعد والدي ، ولا تقول واجبي أن أساعد والدي ” .


إنتقاء الكلمات مهم عزيزي القارئ فحاذر وأنت توحي لذاتك أو تتحدث معها ، حذار من إنتقاء الكلمات التي تشعرك بالعجز .


لو إننا رفعنا من قاموسنا الذاتي كلمة ” واجب ” لشعرنا بسعادة الحرية الحقة ولتخففنا من ضغط هائل يثقل قلوبنا ويعكر أمزجتنا ويفسد حياتنا .






كذلك يكرر الكثيرون منا كلمة ” لكن ” … هذه الكلمة أيضا تعبر عن الإعاقة الباكرة التي نوقعها على فعل نروم فعله . إننا نسبب لأنفسنا الإضطراب الشديد بإعتمادنا هذه الكلمة ضمن أقوال نقولها لتعبر عن نية معينة أو فكرة معينة أو تقييم ما ، فمثلا نقول : ” الحقيقة أنني أفكر بإكمال تعليمي لكن …. ” هنا أوقعت نفسك في إضطراب وخلقت إتجاهين كانا في الأصل واحد موحد ، هذه ” الكن ” حرفتك عن نية معينة حتى قبل أن تبدأ إذ أدخلت النفي عليها .


طبعا لا أقول عزيزي القارئ أننا لا ينبغي أن نتبصر كل الإحتمالات قبل أن نفعل فعلٍ ما ، لكن … في الإيحاء الذاتي لنفسك ، حذار أن تكرر كلمات من قبيل ” لكن أو يجب أو كلمة النفي كلا ” ، لأن مثل هذه الكلمات تؤدي للعجز وتقلل من فرص حصول فائدة من الإيحاء الذاتي .


كلما تحاورت مع ذاتك أو الآخرين في أمور ذات طابع شخصي لك أو لهم ، من الضروري أن تقلل من إعتماد الكلمات المعوقة للحرية لأن التطور الذاتي لا يحصل ( لا لك ولا للآخرين الذين يطلبون منك النصيحة ) من خلال إعتماد مثل هذه الكلمات .







أما إن كان حديثنا مع الآخرين ذو طابع عمومي غير شخصي فلا ضرر من مثل هذه الكلمات .

من العبارات التي لا نكف عن تردادها أيضا وتفعل فينا فعلا معكوسا بالكامل وفي أغلب الأحيان هي عبارة ” لا تنسى ” والتي نقولها لتأكيد فعل نود من الآخر أن لا ينساه وبالنتيجة تجد أنه ينساه حقا وكأننا قلنا له إنساه ولم نقل لا تنساه ، لماذا يحصل هذا ؟


كلمة ” لا ” في العبارة ” لا تنسى ” ، هي ما تؤدي إلى النسيان لأنها في الواقع كلمة لا معنى لها ولا يحتفظ العقل الباطن بأي صورة لها ، بعكس ما لو قلنا الكلمة الإيجابية التي يحبها العقل الباطن ويعتبرها وهي كلمة ” تذكر ” . حين نقول العبارة ” لطفا تذكر أن …. ” فأنت هنا تحفز العقل الباطن على التذكر أما حين تقول ” لا تنسى ” فإنك كأنما تحفز العقل الباطن على النسيان لأن كلمة ” لا ” السلبية كلمة يكرهها كل واحد منّا في داخله ولا يريد أن يطبقها مضافا إلى أن العقل الباطن لا يحمل لها أي صورة أو لون أو شكل بحيث يمكن أن يضعها في الإعتبار ، ولهذا تجده يقفز إلى كلمة ” تنسى ” وكأنك طلبت منه أن ينسى ، فيقوم بفعل النسيان .


أمر آخر عزيزي القارئ … أسألك .. ما هي آخر الكلمات أو العبارات التي تقولها لنفسك أو تدور في ذهنك قبل أن تغمظ عينيك وتغفو ؟ أهي كلمات إيجابية متفائلة ؟ أم إنها كلمات سلبية من قبيل : لقد كان يوما كريها هذا الذي مرّ علي … لقد تعبت من كذا وكيت … الناس لا تحبني … الظروف تأبى أن تتغير … الخ .


هذه الكلمات الكريهة أو الأفكار التي تدور في ذهنك وأنت توشك على النوم ، ستنعكس على غدك فتجعله ربما أسوأ من يومك إن لم يكن مثله تماما … !


كم هو حري بك أن تقول لنفسك شيئا إيجابيا من قبيل … الحمد لله لقد كان يوما حافلا ، رأيت كثير من الوجوه الحبيبة وأستمتعت بكذا وكيت … ،







أنت لا تخسر شيء إن قلت هذا لكنك ستربح ولا شك نوما هادئا وغدا سيكون بالتأكيد أحسن ، لأن ما نقوله اليوم سينعكس على الغد فيلونه بلونه ، إن قلت شيء جميل إنعكس لونا ورديا على غدك ، لأنك ستستيقظ وأنت متفائل وسعيد بعد نوم هاديء وأحلام جميلة ، وبالتأكيد سيلعب العقل الذي تحدثنا عنه في الفصل الأول ، سيلعب دوره في إغناء يومك بالمصادفات الجميلة والنجاحات الصغيرة التي يمكن أن تؤسس لنجاح خارق كبير إذا ما تكررت .



بذات الآن كيف تبدأ نهارك لحظة أن تستيقظ ؟


هل تبدأو يا ترى بالشكوى من قلة النوم أو الأرق أو قسوة الفراش أو أوجاع الظهر ؟


هل تبادر في لحظة نهوظك إلى التشكي من العمل الذي أنت ملزم للذهاب له ؟


هل تشرع بإيقاظ أطفالك بالصراخ الهستيري من أجل أن يذهبوا للمدرسة ؟
أم إنك تستيقظ وأنت تردد لنفسك ، إنه نهار جميل ولا شك ، لقد كان نومي بهيجا وأمامي يوم حافل بالسعادة … !


هذين النوعين من السلوك هما الشائعان بيننا نحن البشر وفي الغالب تجدنا نسلك السلوك الأول ولهذا فإننا نحكم على يومنا كله بالتوتر والعصبية والضجر ، لأننا نبدأه أصلا بداية سيئة .


هذين اللحظتين عزيزي القارئ ، لحظة الرقود ولحظة النوم يلعبان دورا حاسما في ليلنا ونهارنا ، فهما يلونانه أما باللون الأسود الكريه أو باللون الوردي الجميل . هذه حقيقة … ”



المثل يقول" إضحك تضحك الدنيا لك ، إبكي … لا أحد يبكي معك ” .


العقل ، هذا الذي يوصل بين كل العقول في رابطة خفية سرية ، يتأثر غاية التأثر بنوع كلماتنا ونوع سلوكنا ونوع مشاعرنا ، كلما كنا إيجابيين محبين للحياة وللآخرين ، كان رد فعل العقل أنه يسلط علينا رحمته من خلال مصادفات جميلة وفيوض من الخير لا ندري من أين تأتي إنما هي تأتي بفضل تفاؤلنا أما إن كنا متشائمين حانقين ضجرين فإننا نغلق كل أبواب التواصل مع جوهرنا الروحي وكذلك مع القوة الخلاقة العظيمة التي تحكم الحياة على هذه الأرض ، لأن هذه القوة هي حب خالص وخير عظيم ورحمة وتفهم ، وينفع في شدها إلى صفنا أن نكون منفتحي العقول والقلوب .


من الحقائق الأكيدة عزيزي القارئ هو أن النوم يقوم بشطف وتنظيف الدماغ بالكامل طوال تلك الساعات الجميلة التي تسترخي بها العقول وتنام العيون ، حقيقة يفترض أننا نلد من جديد في اليوم التالي بعد أن نستيقظ ، لكن للأسف نحن نشوه حتى تلك الساعات التي ننام بها ، إننا ننقل لها أمراض النهار ومتاعبه بحيث يغدو من الصعب على عملية النوم أن تكون متقنة تامة ناجحة كليا .


أنا شخصيا أختار أن أقوم بقراءة شيء مرح خفيف قبل النوم لكي أنقل لنومي العميق بقايا ضحكاتي وإبتساماتي وإسترخائي الذهني فأسرع بعملية الشطف والتنظيف التام التي يقوم بها الدماغ لنفسه إثناء النوم ، في الغالب أنام بعد وجبة خفيفة وغالبا ما اؤدي صلاة شكر بسيطة قبل النوم ، شكر للحياة التي منحتني يومي الجميل هذا والتي تعدني بيوم آخر جميل .


الإيحاءات قبل النوم مهمة جدا عزيزي القارئ ، إيحاءات إيجابية يمكن أن تتحول إلى أحلام جميلة في النوم ويمكن أن ترد في عقلك الباطن رؤى صادقة يمكن أن تغير حياتك بأكملها .


كثير من عظماء الأدب الإنساني والفلاسفة والمفكرين بل وحتى كبار رجالات السياسة والمال ، نالوا خلال النوم رؤى صادقة غيرت حياتهم بأكملها وهذا من بعض غرائب الحياة أو كنوزها العظيمة التي يمكن أن تتفتح أمام اولئك المتفاءلين الشاكرين السعداء بحياتهم رغم قسوتها الظاهرة .

ومهما تكن الحياة قاسية أو هكذا تبدو لنا فإن الحل دائما بأيدينا ، شريطة أن نتفاءل ونتأمل بعمق ونسترخي ولا نشد أعصابنا أو نتوتر او نستعجل الحل ونقسره قسراً .







أحبتي الحياة جمليه فقط لابدا ان نشعر في جمالها وفي السعادة التي تحيط بها

تعال معي نطبق تمرين رائع نقدمه لمن نحب وانا اقدمه لكم احبتي .. : )


تمرين : السخاء في الحب





لكي تتلقى الحب عليك ان تتعلم اولا ان تقدم الحب . ان منح الاخرين شعورا بالرضا هو وسيلة سحريه لتشعر انت بشعور طيب . اقض خمس دقائق هذا الصباح في اعداد قائمه تغدق فيها بالمجاملات الرائعة على شخص عزيز عليك . ابدأ بوضع اسمك على رأس القائمه .
تأمل عبارات المحبة والاعزاز التاليه لمساعدتك على ان تبدأ ..


ان ابتسامتك احلى وارق ابتسمة . عندما تضئ وجهك يغمر نورها غرفه واسعه
انك واحد من اكثر من عرفتهم جودا وسخاء
انت تعرف كيف تجعل جميع من في حياتك يشعرون انهم موضع حبك واعزازك
ان لديك الرؤيه الاكثر ايجابيه في الحياة وانني اتمتع حقا في التواجد في جانبك
لا يغنيني العالم كله عن صداقتك لي
اشكرك لأنك جزء مهم من الخير الذي تنعم به حياتي


بـإمكانك ان ترسل قائمه المجاملات على شكل كرت او رسالة او مسج بواسطه الموبايل الى هذا الشخص العزيز او ان تحتفظ بها ، ان مثل هذا الفعل البسيط الذي يجسد الطيبه واللطف يعد بلسما شافيا في ظلمة الانانية …


تستطيع أن تكتب الكلمات التي تشعر بها حقا وتري تقديمها حظ موفق

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 136 مشاهدة
نشرت فى 1 مارس 2011 بواسطة salesacademy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,877