الخوف لدى طلاب المدارس الابتدائية وكيفية علاجة

يعاني كثير من الآباء من نفور أبنائهم من دراستهم وعدم الانتظام في مدارسهم، بل وكراهيتهم الواضحة لما يتعلق بموضوع الدراسة والمدرسة, وقد يأخذ هذا النفور أشكالاً مختلفة كالمخاوف الموهومة من المدرسة والمدرسين أو سوء العلاقة مع الطلاب الآخرين والزملاء أو صعوبة القيام من النوم بصورة منتظمة.. إلى غير ذلك مما هو معلوم ومشهور ولا يكاد بيت يخلو منه, وعادة ما يأخذ هذا الخوف شكل التعبير عن الانزعاج الشديد والرعب والتمارض في صباح كل يوم دراسي وقد يصل إلى النحيب والبكاء والتوسل بالبقاء في المنزل.

وقد يقع كثير من الآباء والأمهات في خطأ كبير إذا حاولوا علاج تلك المشكلة عن طريق الضرب والتأنيب والتشهير بالولد بين أقرانه أو بين أفراد عائلته الكبيرة أو جيرانه أو غيره, فإن الضرب حينئذ لا يزيد المشكلة إلا تدهورا ولا يزيد الضرب نفسية الولد إلا كرها لكل ما يتعلق بمحور مشكلته وهي الدراسة وكل ما يذكره بها..

كما أن التهاون في حل تلك المشكلة والليونة الكبيرة مع الأولاد ومطاوعتهم في ترك دراستهم والغياب عن مدارسهم سبب مؤثر لتخلفهم العلمي والفكري وركونهم للجهل واعتيادهم على التخلف عن ركب الناجحين..

وسنحاول وضع خطوط مهمة لعلاج تلك الظاهرة مستقرئين توجيهات خبراء التربية وعلمائها وما توصلوا إليه عبر خبراتهم وتجاربهم ونحاول أن نستخلص خطة علاجية يمكن اتبعاها للتقليل من أثار تلك المشكلة أو ربما القضاء عليها نهائيا إذا وفقنا إلى التنفيذ الدقيق للتوجيهات القادمة .


الخطوات العلاجية:

أولاً: دراسة جوانب المشكلة خارجياً:
وتبدأ هذه الدراسة معتمدة على تكوين علاقات طيبة وناجحة بمجموعة هامة من العناصر المؤثرة في المشكلة وهم (مسؤولي الاستقبال بالمدرسة, مدرسي الفصل, الأخصائي النفسي بالمدرسة, الطلاب القريبين من الولد صاحب المشكلة), وهذه العلاقة الحسنة بين الوالدين وهؤلاء يسهل عليهم متابعة الموقف المدرسي للولد متابعة دقيقة والحكم الصائب على السلوكيات الخارجية والتي يقوم بها الابن بعيدا عن أسرته..

كذلك يتبع ذلك أن يعقد الآباء أو أولياء الأمور لقاءات مع المسؤولين المدرسيين السابقين لمعرفة حقيقة الجو المدرسي ونسبة الشكوى المماثلة وطبيعة الأولاد كثيري الغياب واهتماماتهم, وعلاقة الولد بمدرسية وبجميع المسئولين المحتكين معه ابتداء من حارس المدرسة وحتى مديرها.. غير غافلين بالسؤال عن علاقته بزملائه ومدى تقاربه معهم وتأثره بهم..
كما يجب تدوين كل تلك المعلومات في أجندة خاصة بشكل تبويبي جيد ليسهل الاستفادة بها 

ثانياً: التشخيص:
نقصد بتشخيص المشكلة هنا الوقوف على نوعيتها وسببها, فقد يكون سبب التغيب هو كره المدرس أو الخوف من أحد المدرسين أو سوء العلاقة بأحد الزملاء أو كثرة تأنيب البعض له أو غيره..
ويساعد في صحة التشخيص استشارة المتخصصين في ذلك ويكون ذلك باصطحاب أجندة التاريخ الخاص بالمشكلة

ثالثاً: العلاج:
1- يجب أن يحاول الأبوان إزالة آثار التوتر الظاهرة عليهما تجاه الابن من جراء تلك المشكلة لأن إظهار ذلك التوتر يمثل مؤثراً سلبياً للحل.
2- يجب ألا يقدم الوالدان على العلاج انطلاقاً من يأس في حل المشكلة أو استعداد للتنازل عن العلاج (كما يفعل بعض الآباء من عرض حل الدراسة المنزلية كبديل للدراسة المدرسية أو تبديل المدرسة أو مثاله).
3- يتجنب الاهتمام بالشكاوى الجسدية والمرضية, فمثلاً لا تلمس جبهة الابن لتفحص حرارته، ولا تسأل عن حالته الصحية صباح كل يوم مدرسي، ويتم هذا طبعاً إذا كنا متأكدين من سلامة حالته الصحية، وإلا فعلينا التأكد من ذلك مبكراً أو بشكل خفي.
4- يلزم أن يتحلى الأبوان بالحزم في أخذ قرار ضرورة الانتظام في المدرسة، وألا تتغلب مشاعر العاطفة – سلباً أو إيجاباً – على سلوك الوالدين في ذلك, فالقرار إذن النهائي هو (ضرورة انتظام الابن في مدرسته).
5- يجب توضيح أنه كلما ازداد تخلف الابن عن الانتظام في مدرسته كلما تعقدت مشكلته والعكس صحيح.
6- قبل بداية الأسبوع وخلال عطلة نهاية الأسبوع السابق يجب تجنب مناقشة أي موضوع يتعلق بمخاوف الطفل من الذهاب إلى المدرسة. فلا شيء يثير مخاوف الطفل أكثر من الكلام عن موضوع الخوف، لأن الحديث عن الخوف أكثر إثارة للخوف من المواقف ذاتها. ويتطلب ذلك ألا نناقش مع الطفل والذهاب وعقد لقاء نصح واستشارة مع بعض أهل الخبرة والعلم من المتخصصين النفسيين والتربويين والاجتماعيين, والخروج بنقاط اتفاق يصلح أن تكون منطلقاً تشخيصياً للمشكلة.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 122 مشاهدة
نشرت فى 22 ديسمبر 2014 بواسطة salamhsalman

الارشاد النفسي

salamhsalman
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,525