تأوّه صديقي وتحسّر بعد أن تسحّر وظننت من تحسّره أن بعض مشاعره قد تصحّر ! قال لو سنحت لي الفرصة أن أبكي لبكيت فقلبي أوشك أن يتمزق من رؤية الإجرام الهائل الذي نراه اليوم يحدث من أبناء الأمة تجاه أوطانهم ! فالزعيم يُفترض أن يحافظ على شعبه لا أن يبيده ويمزقه ويقتله ويشتته ويهجّره ويذبحه ! قلت له : منْ قال لك أن منْ يفعل ذلك يسمّى زعيم ! بل هو الزنيم ! ومن الأخلاق والشرف عديم ! يا ولدي اسمعني جيدا !فقاطعني قائلا: انتبه لما تقول هل أنا ولدك وأنا أكبر منك عمُرا ؟! قلت له لقد جعلت عقلي يهرب من مكمن صوابه حين سمعتك تقول ما تقول ورأيتك تتأوه ورأيت عقلك يتجه صوب الأفول ! يا صديقي : ان المستعمر حين خرج مدحورا من أوطاننا أقسم بإنجيله وتوراته أن العرب لن يتوحدوا ولن يشموا روائح الحرية ما بقيت أنفاسهم تنبض ! فجعلوا لنا أزلامهم الذين استلموا مهمة التنفيذ لئلا يحنثوا في يمينهم الذي أقسموه ! هذه هي قصتنا مع الحياة ! ولولا أننا نرى بعضاً من القادة وهم قلّة قليلة ما زالت تحافظ على شعوبها لأصابنا اليأس مما يجري ! لكن ما رأيك أن نتذكّر الصبا ونترك الردى ونتذكر ما قالته صاحبة الصوت المخمليّ الرخيم (سنة عن سنة عم تغلَى عقلبي يا عهد الولدنة يا حلو يا حبيبي ال ما بيعك بالدِّني! كل سنة بحبك اكتر من سنة ) فحين رأت فيروز ما رأت من جفاف للمشاعر وتكالب على التكاثر والمفاخر ! ورأت أن النفوس قد تغيرت وأصبحت القطط أسوداً وتنمرت ! تمنت لو أنها عادت الى الزمن الجميل وأتساءل ليتني أعرف رأي فيروزتنا اليوم بعد ما شاهدت وتشاهد ما يحدث اليوم ؟ أظنها ستبكي وتتأوه وتتحسر ويصيبها التصحر ! وأنا أردد اليوم بعد الذي رأيته وما زلت أرى (كل سنة بحبك اكتر من سنة) اللهم أصلح أحوال أمتنا وانفِِ الخبَث عنها لتعود الى رشدها وعقلها ! وصفي المشهراوي !!!

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 12 يوليو 2015 بواسطة saherelliall44

عدد زيارات الموقع

37,149