جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
عبثاً تُحاولينْ
***
تُحاولينَ إخفاءَ جُرحِكِ عني؟
وبما ليس فيكِ تزعمينْ ؟
حتماً ستفشلينْ ؟
فأنا مُقيمٌ فيكِ يا سيدتي
أُلملمُ آهاتِ الجُرحِ
أُلقي بها في بيت القصيدْ
أُعيدُ صياغتَها
عبثاً تُحاولينْ ؟
إني أعرفُكِ جيداً
بل أكثر ممّا تتوقّعينْ
لياليكِ تشكو من الظلامْ
نهاراتُكِ تشكو من الإعدامْ
تشكو عليكِ ذاتُكِ
ويشكو على اللسانِ الكلامْ
لماذا تكذبينْ ؟
أبِالكذبِ يلتئمُ الجُرحُ ؟
عبثاً تحاولينْ
***
يا سيدتي
بماذا تتمسّكينْ ؟
بأعرافٍ يُغطّيها الغُبارْ ؟
بعقولٍ كأنّها أحجارْ ؟
أتتمسّكينَ بأسواقٍ تُباعُ فيها النساءْ؟
وبمحاكمٍ يُرتشى فيها القضاءْ؟
وبخضوعٍ لذكورةٍ حمقاءْ ؟
أمْ بطعنٍ كلَّ يومٍ بسكّينْ ؟
إني عجبتُ لأمركِ
أنتِ منسيّةٌ جداً
يُهدّدُكِ الجفافُ
وأنا أخافُ من الجفافِ على البساتينْ
***
يا سيدتي
تحرَّري ممّا أنتِ فيهِ
لكنْ بلباقة ؟
فأنا لستُ داعٍ " للفوضى الخلاّقة " ؟
ولا أقولُ ما أقولُ لأفوزَ بعلاقة ؟
نصيحتي طاهرة المولدِ
وثورتي صادقةُ المقصدِ كالصداقة
لا تقمعي القلبَ
لن ينفعَ القمعُ ؟
فليس حماقةً التحرُّرُ من القيودْ
إنَّ الرِّضى بالقيودِ هو الحماقة
***
سيدتي
أعرفكِ أكثرَ ممّا تعرفينْ
لا تحاولي إخفاءَ الجُرحِ عنّي
عبثاً تحاولينْ
*****
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان