طفلة

مازلتُ طفلةً
ما زلتُ صغيرةْ
رغم السّنوات الكثيرةْ
رغم الهمومْ
الّتي عجّ بها عمري
احتار قلبي .. حيّرت فكري
ومهما كان من أمري
فأنا ما زلت طفلةً
أبكي
وأنتظر أن تسكتني
فإن لم تفعلْ
أرفع صوتي بالبكاءْ
كي أقول أنا هنا
ما زلت طفلةً
أستعجل العيدْ
أفرح بالحلوى
بالثّوب الجديدْ
أتشوّق لِمَا ستهديني
أفكّر فيه كثيرا
أحلم بفستانٍ
هو الأميرُ على الفساتينِ
وحذاء من زجاجِ
يتقرّبون له بالقرابينِ
ما زلت طفلةً
ألاحقكَ
أسائلكَ
بماذا ستأتيني
وإذا ما عدتَ
أغضب إن فورا لا تناديني
وتقول اشتقتُ
غلبني حنيني
تُقَبِّلُ الفضاءَ الّذي يحويني
تقرأ ما كتب القدر بجبيني
ما زلت طفلةً
أخطئ .. أناديك يا أبي
وأتدارك .. أقول أنت الوفيّ
ما زلت طفلةً
يحلو لي أن أتقاسم معك السّماءْ
أعدّ النّجوم وتَعُدُّها
وأصرّ دائما أنّك الذي تخسرْ
إن كانت نجومك أو نجومي أكثرْ
ما زلت طفلةً
وأريدْ
كلّ يوم حبّك يزيدْ
قد أكبُر أنا
قد تولد أنت من جديدْ
فتصير لي أغلى وليدْ
يا حبيبا وزوجا
سكن منّي الوريدْ

نسيمة اللجمي