قيل لي ذات يوم : ما أعجب ما رأيت من القلوب ؟ وهل رأيت فيها ومنها ما يلين له الحديد أو يأتي بالشيئ الجديد ؟ هل رأيت قلوباً تستحق أن يقال عن أصحابها أناسا طيبين ؟ وهل رأيت نكرانا من البعض ما يتفتت من نكدهم الحجر الجميد ؟ قلت له بهدوء وانسياب تامّين تامّين : أيها السائل اللطيف كم أنت لطيف ! سؤالك روتونيّ اذا أجازت لغتنا مثل هذه اللفظة التي أقحمتها هنا متعمداً ! القلوب التي ترى أصحابها يمشون فوق الثرى تتمنى لو أنهم يطأون فوق الثريا اذا ما جربتهم وعرفتهم وخالطتهم وتيقنت أنهم كالملائكة من حسن صنيعهم ورقة تعاملهم ودقة معاملتهم ولين عريكتهم وطيب معشرهم ! هؤلاء هم الذين تستأنس برونق حديثهم وبشاشة أحاسيسهم ولألأة تبسمهم ونضير مبسمهم ! ولقد وجدت أناساً لا يعرفون طعم العفو ولا جمال الصفح ولا يملأون قلوبهم الا بما تمليه عليهم انفصام شخصيتهم من ترددات وبث لديها من القدرة ان تشغّل عدة قنوات اذاعية من سوء فهم لطبائع الامور ! وسذاجة التفكير المقيت ! لا تدري أنت كيف يعيش هؤلاء حياتهم ؟!ولا أظن أن ارواحهم ترتاح كثيرا ان ترفرف على أجساد كالتي ذكرت ! وجوههم مغبرة قريبة من سكان المقبرة ! لا يعرفون للسعادة طعما ! انت لا تحسدهم على شيئ الا أنك تتأسف أن ترى بشرا من هكذا صنف ! المهم في الامر أن الله وحده أعلم بالسرائر لكن علمتنا الحياة أن العافية والصحة والوجه الجميل والعمر المديد والرزق الممدود كله يأتي من بساطة العيش ورشاقة الود ولطافة الحب والعفو والصفح الجميل ! ولا أظن أن أحداً يمتلك تلك الكنوز وعنده في الحياة مشكلة ! بقلم الأديب وصفي المشهراوي !!!

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 24 يونيو 2015 بواسطة saherelliall44

عدد زيارات الموقع

33,015