جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
فى تلك المتاهة نمضى جميعا
فى دروب خاوية من تلك الاضواء التى تنير الطريق
وفى عتهية ومجون واقع اليم ، قاد فيه السفيه الحكيم
وفى بيوت خويت من لحظة الامان .وبكاء اطفال صغار على حتمية الظلام المنتظر احلامهم .
وفى بؤس وفقر مدقع تحرق نيرانه اشجار الزيتون وتهدد بنيران الحقد والضغائن بين الناس جميعا
وفى متاهات الضياع التى غويت الفتيات اللاتى فقدن الحياء وتلوثت معانى الطهر فيهن ، واصبحن غلاظ القلب وبلا معية راقية ولا صحبة واعية .يمضين من وحل الى وحل .من هفوة الى جفوة. الى الواقع الحقير ،فكرهن مراياهم ،كى لايرون ملامحهم الوقحة وتجاعيد الاثم الذى تذوب احرفه على وجوههم المكفهرة .ولا يعين تلك الظلمة التى انتشرت فى ربوع ملامحهم وكانهن يحملن الاثم على جباههن وبلا خحل يسلكن وبلا رحمة ينادين الفسق ويصطحبن الفجور ، وبلا هدف يعيشون.
وفى محنة تلو محنة نجابه من يخوض تلك المعارك الضارية فى خضم الحياة الصعبة والمستحيلة المنال.فاصبحت طرق النجاح لا تسلك الا مسلك واحد ، وهو الخيانة والرشوة والخداع والزيف والتضليل هو جواز سفر الى نعيمها وهم تاشيرة لولبية الى مفاتنها . فكم ضل الطريق علمائها وخفقت وفشلت حكمائها ،وترنحوا فى مهب الريح العاصف ادبائها. واحتشدوا فى صعيد واحد يعلنون الرده على مجتمع لفظهم .وعلى حياة لم تستوعب احلامهم .وهربوا واستجاروا باحضان الغرب لانه ماتت الرحمات واندثرت الاخلاقيات فى بلادهم .
وفى شوارع مخيفة مريبة تنام اطفالها مشردين مهلهلين الثياب ،خاوية بطونهم من طعامها الذى رمى كثيرا فى زبالة اغنيائهم تظاهرا ورياءا .
وطفحت مجارى الكذب ومواسير الفجر واطاحت بالمارة ولوثت ثيابهم وارتضوا المهانة مخافة الذلل وهم اذل البشر .وخافوا الفقر وهم اشد عوزا وحاجة من جميع البشر .
تلك هى النتائج الحتمية لبلد تخلت عن كرامتها وشيعت كبريائها .
فلا تعجب من بشر توغل فيهم الشر.
ولاتعجب من ساسة استباحوا لانفسهم القيادة وهم لا يحسنون الكر والفر لان حروبهم هى كسر النفس ومحق الحق وانتهاك الحرمات فى زمن الكريم فيه مهان والسفيه فيه سلطان .
فلا عجب من بلد تملك ثروات العالم اجمع وشعوبها جوعانه .
لان حكامها فى سالف الزمان ارهقوها وسرقوها فيارب رحماك
ولا عجب من حياة استحل البشر حرمات البشر واستباحوا حقوقهم وارتموا فى احضان الشياطين فاصبحوا ابنائهم .فيارب رحماك
بقلم ايمن غنيم