زوجات .. وأزواج ..!!
( 8 )
أوامر عليا ..!!
*******

قالت : أنا لاأقبل صداقة أحد على الفيس بوك .. !!
أبتسمت قائلاً : وهناك من تعلنّ صراحة على صفحتهن أنه ممنوع الشات أو الخاص .. وهناك من يقبلن صداقة النساء فقط .. دون الرجال .. كل إنسان له شخصيته وعقله وسلوكياته الخاصة التى يجب أحترامها .. ولبعض النساء عذرهن .. فهناك من الشباب والرجال من يحب التطفل والأستظراف .. وهناك من يحاول أقامة علاقات .. وهناك من يتخفى وراء أسماء مستعارة لأغراض مختلفة .. وهناك من تحتوى صفحته على صور أو منشورات غير لائقة ..!!.. فمثلما نقابل شخصيات عديدة ومتباينة فى الحياة .. كذلك النت ..!!.. ولذا فحرص النساء له أسبابه المشروعة .. !! .. وليس معنى موافقة النساء على قبول صداقة الرجال .. أن يكون للرجل الحق فى محادثتها على الشات .. فالصداقة لها ألتزاماتها وواجباتها .. فهى مسئولية يجب أن يتحملها الرجل .. وليست غاية نسعى للوصول إليها .. دون أحترام لمتطلباتها ..!!
قالت : أنا أقبل صداقة النساء فقط .. ولكن ليست هذه طبيعة شخصيتى .. بل أوامر عليا أنفذها بكل صرامة .. بتعليمات من سى السيد .. زوجى العزيز ..!!
أبتسمت معقباً : وإلا ماذا ..؟!!..
أكملت قائلة : وإلا سيتم منعى من الكتابة .. ومن الجلوس على النت .. بل سيتم ألغاء النت أساساً من البيت .. لانه ليس من ضروريات الحياة ..!!
قلت : من الواضح أنك لم تخالفى التعليمات ولم تحاولى التحايل أو الخداع .. كماتفعل بعض النساء .. من الواضح أنك سيدة راقية ومحترمة جداً..!!
قالت بأقتضاب : نصيبى ..!!.. الحمد لله ..!!
.......................................................................................................
***** ذكرتنى تلك الحكاية بحكاية مشابهة لسيدة أخرى مهذبة ورقيقة وسامية النفس والقلب .. كانت لها صفحتها على الفيس بوك .. بأسمها الحقيقى .. ومعروفة لزوجها وأقاربها وأصدقائها .. وكانت تتعامل على صفحتها بكل بساطة ووضوح وبراءة .. ولكنها فوجئت بزوجها يتابعها ويحاول منعها من التواصل مع الأخرين .. وحينما أعترضت .. قال لها أكتبى ماتشاءين ولكن لاتردى على تعليقات الرجال .. أو أحذفيها فوراً .. !!.. ولاتعلقى على صفحات الرجال .. ولاتقبلى صداقات من رجال .. ولاتتحدثى على الشات أو الخاص مع رجال أو نساء ... فأنت لاتعلمين عنهم شيئاً .. حتى السيدة قد تكون منحرفة أو ذات غرض خبيث ..!!
أحست بالأختناق .. وأخبرته أنها تعرف جيداً كيف تتعامل مع الناس .. وكيف تفرق بين السئ والجيد .. وأن مايفعله معها هو وصاية وتشدد لاضرورة له ..!!
تأزمت الأمور بينهما .. ففصل النت عن الكمبيوتر ..!!.. فأشترت تليفون محمول جديد وتواصلت عن طريق التليفون مع النت ..!!.. وقامت بفتح صفحة جديدة بأسم مستعار .. ولم تخبر بها أحداً ..!!.. وبدأت تكتب همساتها وخواطرها .. فكثر الأصدقاء .. واصبحت الصفحة مشرقة وجذابة .. !!.. بينما ظلت صفحتها الأولى جامدة وكئيبة ..!!.. وبها عدد قليل من الصديقات ..!!
عندما سألتها هل أنتهت المشكلة بهذا الحل ..؟!!
أبتسمت قائلة : بالعكس .. لقد أجبرنى على التحايل عليه .. ومعاملته باللف والدوران .. وتلك ليست طبيعتى .. ولكننى مضطرة لذلك .. فحياتى جافة راكدة .. وهو لايتفاعل معى ولايشاركنى أفكارى وهواياتى وحياتى .. والنت هو نافذة الأمل الوحيدة الباقية لى .. حتى أستطيع الأستمرار فى الحياة ..!!
قلت : وبالطبع هو يشك فى تحايلك عليه ..!!
قالت : بالتأكيد .. وسألنى عن أسم الصفحة الجديدة .. فرفضت أن أخبره بها .. وأقسم أن أكتشف أننى أخالف تعليماته .. فسوف يتصرف معى تصرفاً لاأتوقعه ..!!
قلت : الطلاق .. طبعاً ..!!.. وماذا كان ردك ..؟!!
قالت ببساطة شديدة : قلت له .. إذن طلقنى ..!!.. أو دبر لى نافذة أستنشق فيها هواء الدنيا والحياة معك حتى أستطيع أن اعيش .. وأستغنى بها عن نافذة النت .. !!.. ياسيدى مادمت أحترم نفسى وحياتى الزوجية وأتقى الله فى تصرفاتى .. ويحكمنى ضميرى .. لماذا يحكم علىّ بالسجن فى زجاجة ضيقة محكمة الإغلاق .. حتى أموت ..!!.. ماذا فعلت ليحكم علىّ بالأعدام ..؟!!
***** أخذت أقلب كلماتها فى عقلى .. ووجدت نفسى أضحك بصوت عال .. وأنا أردد : إذن طلقنى ..!! .. ياخرب عقلك يامجنونة ..!!
***** هناك نوعيات من الأزواج يطلقون العنان لزوجاتهم بلاحدود أو ضوابط .. فى حرية مطلقة لامسئولة ..!!.. وهناك نوعيات أخرى يقبضون على زوجاتهم بيد من حديد تخنق حرياتهن وانفاسهن .. لدرجة طلوع الروح ..!!.. فأين المرونة والوسطية .. والوعى والتفاهم والمشاركة ..؟!! .. أين شعرة معاوية ..؟!!.. لماذا نقطع كل الخيوط ولانترك خيطاً رفيعاً .. نجذب به الحياة لكى تتواصل ..؟!!.. النت هو مرأة عاكسة لحياتنا اليومية العادية .. أو جزء منها .. وهو ليس حياة بوهيمية أو خيالية كمايظن البعض .. وليس غابة شيطانية كمايظن البعض الآخر ..!!.. النت هو آخر تطورات ثورة تكنولوجيا الأتصالات الحديثة .. ولامفر من التعامل معه .. بل هو المستقبل كله ..!!.
ولابد أن نعرف أن السيدة التى تعيش فى حياتها العادية بأحترام .. قادرة على أن تعيش فى حياة النت بنفس الأحترام .. الشخصية لاتتجزأ .. والمبادئ لاتتجزأ ..!!
***** ياسيدى .. كماتشاركها حياتها العادية وتتفاعل معها .. شاركها حياة النت وتفاعل معها .. ومادمت واثقاً فيها .. لاتضغط على رئتيها فتخنقها بحجة أنك تحميها .. !!..
ياسيدى .. لاتجبرها على أن تلعب فى الفناء الخلفى .. مادمت قادراً على أن تلعب معها فى الحديقة الأمامية الجميلة ..!!.. ماأجمل الحياة بالحب والتفاهم .. فلماذا لانحاول .. !!.. فقط علينا أن نحاول .. ونحاول .. ونحاول ..!!.. لعلنا ذات يوم نستطيع الوصول إلى الراحة والأمان والرضا الذى ننشده ..!!

د. محسن الشرقاوى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 23 مايو 2015 بواسطة saherelliall44

عدد زيارات الموقع

37,145