واحة زرزورة والصحراء الغربية إن الأراضي الصحراوية التي تقع غرب النيل تخترق الأراضي المصرية والليبية ( الصحراء الغربية ) ، وتمتد إلى شمال السودان ، حسب رأى المؤرخ اليوناني هيرودوت : أن في القرن الخامس قبل الميلاد حدثت عاصفة رملية ابتلعت جيشاً فارسياً أراد ندمير معبد الاله آمون فى واحة سيوة ، وهذا يجعلني أقول أنه في بداية القرن العشرين لم يكن لهذه المنطقة خريطة ولا تحدد الأماكن إلا عن طريق التجار والحجاج ، مع أن للناس قصصاً يتناقلها رواد الصحراء عن الجن والأشباح والواحات التي اختفت والأماكن التي بها آثار ذات قيمة تمثل الكنوز . هذه القصص جعلت الباحثين من الرحالة في أوائل القرن العشرين يقومون برحلات بحثاً عن واحة زرزوره التي يعتقد الكثير منهم أنها غمرتها رمال الصحراء في فترة كانت من الواحات الغنية بالنخيل والمياه والكنوز التي يمكن تحديدها الآن بما شيده الأولون من مبانٍ ومقابر , كذلك بعد نشر الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية عدداً من البحوث مثل (مشكلة زر زوره ) , و ( مشكلة الصحراءالغربية) , و ( الواحة المفقودة بالصحراء الليبية ) . كل يدل ذلك على أن البحث عن واحة زر زوره ومعرفة هذه الواحة وفترة قيامها وتطور سكانها ثم اختفائها، ولماذا اختفت ؟ وبالاكتشافات يصل الباحثون إلي حل اللغز لان في مخطوط الأمير عثمان النابلسى محافظ الفيوم الذي كتبه منذ القرن الثالث عشر الميلادي عثر عليه في القرن الخامس عشر الميلادي كدليل للباحثين ذكرت فيه زرزورة ، وكتب عنها البروفيسور جون كردنود عالم الدراسات المصرية سنة (1835) الذي قابل أحد سكان الصحراء من واحتي الفرافره والبحرية حيث قال له كنت أبحث عن جبل مفقود وهو ما جعلني أقضي خمسة أيام متجهاً في سيرى غرباً حتى وصلت وادي واحة زر زوره وهو خال من السكان ، به نخل كثير ومياه عذبه وبقايا مبانٍ أثرية قديمه ، ومثل هذه الرواية يرددها كثيرون ممن يبحثون عن الكلأ والإبل .
كل هذا يجعلني أحدد وجود هذه الواحة داخل بحر الرمال أو شرقه قليلاً مع العلم أن هذه الصحراء الواسعة التي تقع جنوب الجغبوب وسيوه تحدث عنها المؤرخ هيرودت اليوناني وعرفت ايضا فى عهد الرحالة الألمانى جيردود روفليس منذ سنة (1874) برحلته التى كانت غربي واحة الداخلة التي جعلته يخترق الجهة الشرقية ، وعند وصوله إليها اعترضته منطقه بها رمال كثيفة فرجع إلى شمال واحة سيوه مخترقاً منطقة بها قطع من الحجر تدل على أن الإنسان هو الذي أقامها في السنين الغابرة ، مع أنه بين سنة (1909-1911) هاردينج قام بعدة رحلات ماراً بهذه المناطق من واحة الداخلة بحثاً عن الواحة الغنية بالمياه المسماة زر زوره ، والتي يقولون عنها أنها واحة النخيل والتين والزيتون التي يعيش فيها الزرزور , وهذا الحالة تأكد من عثوره عليها لأنه لما أصطاد زر زوراً جنوب غرب واحة الداخلة وبعد ذبح الزرزور شرحه ووجد بداخله أثر بقايا الزيتون ، مما جعله يسير أكثر من (300) كيلو متر ماراً بالطرق القديمة فلم يجد الواحة التي يبحث عنها ، مع أن البروفسيور جون بور جعل من الواحات الداخلة قاعدة للبحث عن الواحة سائراً بسيارته عددا من الأميال غربا من واحةالداخلة ماراً بالجنوب الشرقي من بحر الرمال ليجد بعض من بقايا جرار وأواني فخارية من صنع الأقدمين.
وابتداء من سنة (1921-1924) قام الضابط الإنجليزي لانسفولد برحلات بالصحراء راكبا جملا مخترقا بحر الرمال حيث رأى كيف تحولت الرمال إلي أهرامات ووديان في هذه المنطقة الشاسعة . كما انه وجد بقايا نعامة متحجرة ولكنه فشل في وجود زر زوره .
وكانت سنه (1922) بداية الاكتشافات داخل الصحراء الليبية لان الأستاذ أحمد حسنين ابن مصر وأحد خريجي جامعة اكسفورد غامر برحلة في الصحراء الليبيه بدأها من السلوم على البحر الأبيض المتوسط سنة (1923) مع قافلة إلى سيوة ثم االجغبوب التي وصلها في اليوم الأول من شهر الطير حيث استقر فيها أسبوعين ثم ارتحل مع القافلة نحو الجنوب ثم جالو قبل أن يصل واحة الكفرة التي احتفلت بقدومه وكان اليوم الأول من شهر الطير سنة (1923) مكث فيها نصف شهر ثم اتجه في السير إلي الجنوب حتى وصل أركنو والعوينات وهى منطقه جبلية تعد من أعلى هضاب الصحراء الليبية وفيرة المياه بالوديان لوجود الأمطار في المنطقة, وكانت رحلة الرحالة احمد حسنين ودراسته للمنطقة مع بعض من أعضاء قبيلة القعران من سكان الصحراء مفيدة للدراسة .
بعد ذلك قرر احمد حسنين السفر إلى السودان متجها جنوبا حتى وصل مدينة الفاشر ، وكان ذلك في نهاية شهر مايو ، وبذلك قد أنهى (2500)كيلومتر حسب المعلومات الجغرافية التي قدمها الأستاذ احمد حسنين للعالم منها ان جبل أركنو الذي بجانبه العوينات تعد منطقه غنية بمياه الأمطار .
وعند الرجوع للكلام عن واحة زر زوره التي كثر البحث عنها لان الأمير المصري كمال الدين حفيد الخديوى إسماعيل باشا هو الذي حاول البحث عنها في الصحراء وبعد اتفاقه مع الرحالة بول استينجر من شركة سيتروو وين الفرنسية استعمل مجموعة من السيارات في الرحلات بالصحراء سنة (1923) ابتداءاً من واحة الداخلة بالجنوب الغربي , وفى سنة (1926) اكتشف الأمير بطحاء الجلف الكبير التي تقدر مساحتها بأراضي الجمهورية السويسرية .
وعند التحدث عن المكتشفين من الرحالة الذين حاولوا العثور على واحة الزرزوره يطول الكلام ونقول أنه منذ قرن والكل يحاول أن يجدها .
وفى سنة (1932) قامت بعثة إنجليزية باستكشاف جوي للجلف تمكنت الطائرات بالإشارة إلى واحتين بالجلف ولكن لما حاول الباحثون الدخول في تلك المنطقة الصحراوية تعطلت سيارتهم وتوقفت الرحلة , وفى سنة (1933) بدأت بعثه لتقصى الحقائق في الجلف الكبير وتمكنت من التأكد أن الوادي الذي يطلق عليه أهل المنطقة عند الجلف الكبير باسم زرزوره تسميته جاءت متأخرة بعد إشاعة البحث عن واحة زر زوره ؟
إن الجلف الكبير يستحق اكتشافه بالرحلات العلمية لأنه شاسع وبه المنطقة التي ربما توجد فيها هذه الواحة المفقودة , وقد وسبق لعدة جامعات من دول المغرب العربى إرسال الأساتذة والطلبة لدراسة الصحراء الليبية والمطلوب الآن ازدياد البحث الذي سيصل إلى اكتشاف الكثير مما أقامه الأولون في أراض كان يعيش فيها الأسد والزرافة والبقر والغزال والنعام ، والدليل على ذلك أن لها صوراً منحوتة في الصخر بمنطقه اركنو والعوينات جنوب الواحات الداخلة التي تغير مناخها وبقيت دراسة آثارها ليستفيد أبناء جيلنا الحاضر منها .
هذا وقد علمت من بعض الذين عملوا في الصحراء ابتداءاً من الجغبوب من أواخر الستينات إلى الثمانينات أن بالجنوب الغربي من الجغبوب كانت توجد طريق القوافل الى الكفرة غربي بئر طرفاوي تمر عند خور آلتي ، بها بعض المباني القديمة والنخيل يقال أنها كانت واحة في طريق جالو والكفرة ذكرت واحة قد غمرتها الرمال تقع بين السودان والكفرة بها بقايا نخيل ومياه قيل انها محطة لتمويل القوافل انتهت بزحف الرمال عليها وهذه الأنباء تساعد الباحثين عن واحة زرزوره ، وخصوصا بعد تطور المواصلات التي أصبحت متوفرة بالسيارات والطائرات مع الاتصالات اللاسلكية ودخول عصر الفضائيات . للمزيد الرجا الدخول على الرابط التالى http://egyptfolk.blogspot.com/2010_11_06_archive.html
( وللحديث بقية ) ( عبد الوهاب حنفى ) |
|
ساحة النقاش