التغريدة (31) مسلسل الكرم العربي
لم أستغرب كثيراً من تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لصحيفة لصحيفة ''هاآرتس'' الإسرائيلية اليوم الجمعة 25/8/2011 عن عدم تنفيذ إسرائيل التزاماتها بكامب ديفيد (معاهدة السلام بين مصر واسرائيل الموقعة 1979( وكان السيد جيمي كارتر حينها رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية وثالث ثلاثة وقعوا علي المعاهدة بصفته الراعي الرسمي للاتفاقية
وعدم استغرابي لتصريح جيمي كارتر له عدة أسباب منها أن الرجل يعرف الحق والباطل كما يعرفه كل أمريكي لكنها ألاعيب السياسة هي التي تلجم الألسن حينا وتطلق لها العنان أحيانا إذا الرجل لايمثل السياسة الأمريكية الآن وبالتالي فليقل مايطيب خاطر العرب عموما والمصريين خصوصا وقد كانوا كرماء معه ومع غيره فأعطوا بلا حدود وفي كثير من الأحيان بلامقابل والكرم من شيم العربي ولو كان علي حساب نفسه وأهله عكس اليهودي المعروف بحرصه وبخله وعطائه المشروط إن أعطي وطلب المقابل مقدما قبل العطاء
ومن أسباب عدم الاستغراب أيضا أن كلام جيمي لايقدم ولا يؤخر وهويعلم ذلك لكنه يقوله من باب فعل الخير في خواتيم العمر ورد الجميل للإنسانية التي منحته نوبل في السلام وقضاء وقت الفراغ في الرحلات المتكررة للشرق الساحرالمشمس فالسيد جيمي يعلم أن إسرائيل لاتحفل بكلامه وهي التي تضرب بكل قرارت مجلس الأمن عرض الحائط فهل يهمها بعد ذلك تصريح كارتر أو غيره
والمعادلة التي يعرفها كارتر وكل خلفائه أن إسرائيل عن طريق اللوبي اليهودي في دوائر صنع القرار الأمريكي ضمنت الفيتو الأمريكي علي كل قرار لايوفق هواها
والعرب رغم كل ذلك مازالوا كرماءوأمناء يعطون بلا مقابل متسامحين يقابلون الإساءة بالإحسان فكلما قُتل جندي مصري علي الحدود منحنا الغاز المجاني لإسرائيل وكلما بني الإسرائليون مستوطنة في القدس منحناهم الأسمنت وهكذا يستمر مسلسل الكرم العربي في مقابل اللئم والخبث والتطاول الإسرائيلي فمتي يفيق العرب ويدركون أن هذا ليس كرما ولا مروءة بل هو استكانة ومذلة وضياع للوطن وحق الشهداء
ساحة النقاش