قد تشعر بالهلع والذعر إذا وجدت نفسك أمام كارثة قد تبدو للوهلة الأولى بدون حل فى رد فعلك الطبيعى، ولكن حَدث نفسك بأنك لست غبياً، ولست معصوماً من الخطأ، ولكن أنت كباقى البشر مُعرض للفشل ومُعرض للأزمات ورياح الحياة الشديدة وتقلباتها.
حدث نفسك أن هذه المحنة ليست نهاية العالم، فكم من ناس سقطوا وأعادوا ترتيب أوراقهم وتصحيح أوضاعهم مرة أخرى، وأصبحوا أفضل مما كان، وكانت محنتهم سبباً رئيسياً فى تغيير مسار حياتهم بالكامل وسبب نجاحهم.
حدث نفسك بأنك فعلت أقصى ما فى وسعك فى لحظتها، ولم تكن سلبياً تجاه مشكلتك، وأنك تحركت قدر المستطاع مع أنك قد تكون عاملاً من عوامل هذه المحنة.
حدث نفسك بأنك سوف تحاول مرات عديدة خطوة خطوة فى تصحيح أخطائك فى محاولة لاستعادة التوازن الطبيعى للاستمرار فى الحياة، ولا تجعل مشكلتك تحرمك من واجبات أخرى تسعدك وتعيد لك بريق الحياة وتساعدك على تجدد الأمل أمام عينيك.
يقول جيته:
"دع ذلك الذى يتحسس طريقه فى الظلام والضوء المرتجف يستمسك بهذه الوصية ويحرص عليها أشد الحرص وهى: أن يعمل الواجب القريب منه.. فإذا قام بذلك أصبح الواجب الذى يتلوه واضحاً ظاهراً".
حدث نفسك بأنك لو ظللت ترى أنك فى كارثة قد يصعب حلها، فإن وضعك سوف يزداد سوءاً إلى سوء، ويصعب مواجهة الواقع، وأنك سوف تكون عامل الهدم الأساسى لذاتك، وليس الواقع المحيط بالمحنة التى حدثت لك، ولكن ضع صوب عينيك أنك مازلت حياً ترزق، وأن ما نفعله جميعاً هو السعى نحو الأفضل، وكلنا معرضون لنفس المحن.
ويقول ألبرت إيلليس:
"قبل أن أحبط نفسى، يمكننى التركيز على الاحتمالات الجيدة والسيئة فى حياتى، وكيف أستطيع الاستمتاع بوقتى على الرغم من المحن. نعم، قد أواجه صعوبات حقيقية، ولكن ما هى اقتناعاتى المحتملة والحالية؟".
تقبل ذاتك بالوضع الذى هو عليه، وحاول تقييم أفكارك وسلوكك ومشاعرك، وابدأ فى مساعدة نفسك وحاول تغيير الوضع الذى أنت فيه حتى لا يزداد الأمر تعقيداً، وتحلى بروح الدعابة لتحفف عن قلبك حدة المحن.
إن ما تقوم به قد لا يكون حلاً للمشكلة، ولكنها خطوة إيجابية لإنقاذ النفس من عوامل الهدم واليأس وتحطيم الذات، وتذكر قدرة الله على تغيير الحال من حال آخر فى لحظة.
<!-- end sport ads website -->
ساحة النقاش