مدائن السواد
|
28/7/2013 12:00 صباحا صادق الطريحي * شط الحلة تذكرني مياهُ الشّطّ اسمي صوتَ أمّي ، وهي تغسلني على مجراه عريانا وأجنحة ً من البطّ الفقير تطيرُ حافيةً فتسحبها مياهُ الشطّ أحيانا وأحياناً تطيرُ ، تطيرُ .. لا حربٌ ولا بحرٌ تفرقها. * الحلة هي الحلة .. ولا أشركْ بها نصّا. هي الحلة .. بلادٌ نصفها نخلٌ وفيء نصفها القلقُ يحاذيها الجفافُ فترتوي .. بالشّعر ، بالشّهداء ، بالصّورِ وتصمتُ برهة ً .. علّ المياهَ تعودُ كالمرجوحة ِ الخضراء فتحترقُ!!! * بغداد بغدادُ،أمٌ للعراق ، .. وطفلةٌ في الرافدين .. وشعرها السعفُ بغدادُ ضاحية السلام نقية ً والوحيُ يغشاها ويختلفُ اللهُ ، والقرآن ُ، والإنجيلُ حاميها .. وفوق قبابها الذهبُ. * نينوى غابة ٌ من ورق الجنة ِ .. دجلة ُ حارسها الأمينُ .. وعاشقها الشعرُ والتينُ والزيتونُ وأنتِ مودتها ،.. والنصّ الموعودُ ، والسّدرةُ الوثقى . *البصرة إلى جلال ذياب هي البصرة ... هي الماءُ والخضرةُ الذائبة ... هي السمكُ الحلو ُ ينزل ُ سوق َ الهنود ِ فيرتجف َ العاشقون . هي المطر ُ الحلبيّ يبلل ُ حاشية الثوب ِ .. والفتيات ُ يوزّعن ديوان شعر ٍ على العاشقات. هي البصرة ... هي الحنّة ... هي النهد ُ ، أخضرُ .. يلثمه البحرُ عند المساء ويظهره ُ الشّط ّ .. ممتلئا بالعطور هي الشَّعرُ ، أصفرُ .. كالتمر ينضجُ عند المساء هي الشَّعرُ ، أسود ُ .. كالتين تقطفهُ القبل ُ العابثاتْ هي الشـَّعرُ ، أصفر ُ ، اسود ُ.. والشاعرُ الأبديّ يعود إلى الصين تحمله النسوة العاشقات. هي البصرة ... هي الجنة ... هي السيّاب ُ والمحنة هي الزنج ُ والسبخة ُ الدائمة هي الموت ُ .. يكمنُ للأسود ِ الأبدي. * كركوك فراشة ٌ أزلية ٌ الأصوات ِ آمنةً لغاتُها : كحل ٌ ، وأنهار ٌ من الزيت الجميلْ لغاتُها : نار ٌ تهسّ ، تقرأ القرآن َ والتوراة َ والانجيلْ لغاتُها : ماءٌ يسحّ ، يغسل ُ الأقوام َ والأجناسَ والأديان والأحزان .. في كنيسةٍ ، ومعبد ٍ ، ومسجد ِ وأنتِ ، قرب النّار سنبلة ً ترضع ُ أبناء السواد زيتها ، وحَبَها ، وحُبَها ... راضية ً ومطمئنة . |
ساحة النقاش