<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->
البحر
إلى / النفـّري ، ملهمُ هذا النص
صادق الطريحي
أوقفني في البحرْ
فرأيتُ المراكبَ تغرق ،
والألواح َ تسلـّمْ ...
ثمّ ، غرقت الألواحْ ،
وقالَ لي :
لا يسلمُ مَن ركبَ.
هكذا قالَ النـّفري ،
حينما أوقفني في النـّصْ
ورأيتُ الألفاظ َ تجري في ساقيةٍ ،
تمتدُ من العرش إلى البحرْ،
ثمُ ّ ، رأيتُ الكلمات تنزلُ في ليلةٍ
كان مقدارُها ألف شهر ٍ ، مما نعد.
قالَ لي :
لا تستبدل اللونَ ،
والإستدارة في زهرة الليمون ِ
بأشكال ٍ تنبضُ بالرغباتِ ،
بأقصى طاقتها
وقالَ استمع ْ :
للرغباتِ لونُ الرصاصة ِ
والزهرة ُ ، أنثى تتبرجُ في النـّص الأولْ ،
تنتقلُ من البحر إلى النـّصْ
كما النـّورُ حين يدورْ.
قالَ لي :
أنـّى لك أن تبصرَ زهرة َ القلبِ ،
ترقصُ في الملأ الأعلى ..
وبما تملكُ من حواس ٍ صافية ٍ،
وبما تملكُ من رغباتٍ
رغباتٌ لها لونُ فراشة ٍ
تقتربُ من النـّور، ولا تحترقُ.
قالَ لي :
لو كنتَ وهبتَ نصوصَك للبحر ِ
لأصبحتَ كنصٍّ فيه ،
ولن تغرقْ.
قالَ لي :
كيف بكَ ، وأنتَ بقعر البحر ِ
ولا ينجيكَ النونُ ،
ولا يرفعكَ اللهُ إليه.
قالَ لي :
ليس للبحرِ ضفافٌ تحتويه سواهُ
وليس النـّصُ كما البحرِ
وليست الأنثى كالنـّصّ
فلا تبتئسْ ،
إنـّما أنتَ مذكـّرْ.
تكتبُ النـّصَ ، وترحلْ.
قالَ لي :
تجري الأنهارُ إلى البحر،
والشـّمس تجري لنص ٍ لها
لا الأنهارُ تدركُ كنه البحرْ
ولا أنتَ تدركُ معنى النـّص
ولا الشمسُ تصلُ بينكما.
قالَ لي :
لو كنتَ رأيتَ الشـّمس َ
على حائط البحر،
يقرأها النوتيّ صباحَ مساءْ ..
والأطفالَ في ميدان الولاية ،
ينتظرون الحماماتِ أن تأتيهمْ
بغصن الزيتون ْ..
لما غامرتَ لتكتبَ نصَ البحر.
قالَ لي :
أنتَ منـّي ، كما البحرُ من النـّص ،
ولكن لا نصّ بعدي ،
وقالَ استمعْ :
هذا البحرُ لي ،
وأنا .. شكلك السابحُ في اليم ّ
وهذا النـّصُ ملاذك يوم الخروجْ ..
... فإذا ما خرجتَ
وكان العرشُ أمامك ،
والبحرُ من خلفك ،
والأنثى تدعوك لنفسها ..
....
فأقتربْ ،
وادنُ مني ، .. تكن مثلي.
تموز/ 2005
ساحة النقاش