الكاتبة //ســـــــــــــمية شــــــــــكر

فرحَة بصُورة جَنين

عذراً أيّها العِيد!!!!!

الحَرفُ غَزيرٌ يَكفِي لِلحَديثِ عَنكَ حَدّ السّماء

فَثقافتُكَ بحَدّ ذاتِها تَستفّزُ القلمَ دُونَ عَناء

وَلكِن عُذراً فكُلّنا لا نَشعُرُ اليَومَ بالهَناء

حَاولتُ أن أغزُلَ حُروفِي ثَوباً ناطِقاً فَرِحاً لكِنْ مَنعَني الحَياء

فَثوبُ أعيَادِنا أصبَحَ مُتّسِخاً تَفوحُ مِنهُ رَائِحةُ الحُزنِ لِتَصِلَ
الفَضاء


ومَشاعِرَنا تاهَت وحَلّقَت بَعيداً دُونَ عَناء


أصبَحنا نَكتفِي بصُراخِ الحُروف ومَعانِينا اتّشَحَتْ بعَباءةِ الهجَاء


يا عيدُ عُذراً فالمَناسِكُ عُطّلتْ....وَأفرَاحُنا في مِحرابكَ اختلَطت
بالدّماء

وسْطَ الزّحامِ تشّدُنا مَعانِي العِيدِ من شَعرِنا لنَيلِ الوصَال


أبَى القلبُ أنْ يَجثُو راكعاً والكَرامةُ غارقةٌ في الأوحَال



عُذراً أيّها العيدُ فالإبتِسَامةُ والفَرحُةُ لاتَرضَى لِشَهِيّتِها أنْ تكونَ

على حِسابِ المُحال


جَنينُ الفَرحِ يَحتَضِرُ تارِكاً العُيونَ قرحَى مِن قَبيحِ فِعال


والقَلبُ في كلّ يومٍ يُمزّقُ والأمَلُ تُكَبّلُهُ سَلاسِلُ وقُيودُ ذِي
الأفعال


ثوبُ الفَرحِ تَمزّقَ ..تلوّنَ بالدّماءِ حتّى حَظِيَ بالإبطال


كحّلنَا عُيونَنا بلَيْل طَويل ...وأيّامُنا أضْحَتْ جَنازةٌ خَرْسَاء تَفْتَقِدُ
الآمَال


جِراحُنا لا تلتئِم!تنزِف!!ودُموعُنا تَتحَجّرُ في العُيونِ تَشْتاقُ

للهُطولِ في الحال


والكونُ خَيّمَتْ عليهِ العَتمةُ بجُنون.. والسّبَبُ حُكوماتُ الضّلال!!


والحُزنُ فينا كلَهيبِ الشّمسِ يُبَخّرُ مَعانِي العِيد الّتي ماعادَ لها

فِينا أيّ إقبَال.....


فتُخاطِبُهُ العُيونُ أنّ لَهيبَ الفَرحِ أطْفَأهُ الجُهّال


والفَرحَةُ أصبَحَتْ بالعيدِ جَنِيناً يَنمُو في رَحَمِ المُعاناةِ والأحْزان


نَنْتَظرُ ميلادَها !!!!علّهُ لا يَبقَى مُحال.....
(سمية ........)