جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أتشرف أحبائي وأصدقائي بأن أقدم لكم إحدي أجمل القصائد التي تم كتابتها في معتقل وادي النطرون صيف عام 2007 والتي تتكلم عن موت مصر ابان هذه الفترة ... أتمني أن تنال إعجابكم
***************************************************
حبيبتي الأرض التي ...
دثرتني بالترابِ التِبرِ الجميل
حبيبتي الأرض التي ...
أوجدتني من مراعي الريفِ ...
وتحت ظلِ النخيل
عاهدتك أرضي ألا أغيب
لكني نسيتُ
ورحت أغفو
وأهفو للرحيل
وطالت غفوتي طال الرقود
فمن عقود
بدات رحلتي وبعادي
حشوتُ حقيبتي
بما أمكن من اغراضي
رَكبتُ البعادِ فارقتك بلادي
أتساءل لكني أعود وأتردد
هل كذبت عليّ شياطيني
هل خدعني جلاديّ
وأفيق من غفوتي
من شرودي
أتساءك وأعودُ فأتردد
لماذا امتيطتُ الرحيل ؟
لماذا هاجرتُكِ حُدودي ؟
أين كانت صحبتي ؟
أين راح الرفاق ؟
اتساءل لكني اعود فأتردد ...
أين راحت حبيبتي أين العناق ؟
قد تركتُ حبيبتي فوق ذاك الرصيف
تحرق وجنتاها
دموع تتساقط أوراق الخريف
قد كان موتً يوم الفراق
كان الموتُ يُمِيتُ وعودي
أتساءك وأعودُ فأتردد
هل عودة لحدودي ؟
أم هروب من غربة !!!
يأتيني صوت الماضي
يكسره ألمَ السنينِ الدفين
طالت غيبتك
هل تعلم ...
قد جئتَ لتتألم
طال رِقُودُكَ من عقود
والأن أنت دونَ الأرضُ
دون الحدود
حبيبتك ماتت ...
وهي هناك تتمددُ
تتغطي بِسماؤك الحزينة
يوم ماتت ...
هل تعلم ...
مات الأخضر فوق العود
وصار الدفءُ يُجافينا
إختارت موتاً كي تذرعُكَ
في ثنايا صدرِها المشقوق
هي كانت تنتظرك
فوق هذا الرصيف ِ
تحفِرُ دموعها خَديها
أوراقَ الخريفْ
والأن ماعادت تبكي
ما عادت تشكوا أو تحكي
عن هجرِ حبيبْ
هي ماتت من زمنٍ غير قريبْ
أهتزُ
أرتجُ
أرتجفُ
ترتعد أوصالي من رعبٍ لا أريدهْ
تعاندني الدموعُ
أخافُ من بكاءٍ لا أجيدهْ
فدموعُ عيني متحجرةْ
من زمن ماتت فيه الدموعْ
واليوم غربة للعين الحزينة
والموت ينتظر الرجوعْ
أصرخ ...
فلتبتعدي ياملائكةْ
ولتموتي ياورودْ
أفسحوا للصوتِ الصُراخْ
أخرج من جسدي إنسلاخْ
فحبيبتي ماتت
وانا في غفوتي والرقودْ
ماتت وانا أتدثر بالجحودْ
ماتت من دوني
كانِ أخِرُ غناؤها
أنت الأرض لي
انت الحدودْ
تعالوا يا أشباحي ياشياطين
أحضنوني
قبلوني
دثروني بالخطايا
وأكثروا من الذنوبْ .
فالخطبُ جلل
وأظلني أقسي الخطوبْ
ماتت مَن مِن أجلها عدتُ
فمن اجلها
كان عشقي للجنةْ
كان إحتياجي للتوبةْ
هي الأن ماتت
لن أراها ...
لن ألقاها ....
هي الأن ملاكً بالجنةْ .
وأنا أصبحتُ من شياطينِ الجحيمْ
لو أن الموت يأتيني !!!
وأروحُ هُناكَ وأتمددُ
بجوارِ حبيبتي المغدورةْ
أتساءل لكني أعود وأترددُ
هل راح ملاكي عني غضباً ؟؟؟
إذا فلا أحتاجُ إلي العودةْ .
فملاكي الحارسُ راحْ
وبزوغ غروبٍ في الأفقِ لاحْ
ضاع ملاكي
صعدَ إلي مثواه .
وأنا لا أملاً في توبةٍ
كي ألقاه
( أبراهيم الوراقي )
المصدر: sabertwky
المبدعــــون الشبــــاب//للشاعر صابر الطوخى