أكد رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة الشرقية عبد اللطيف بن احمد النمر أن 85% من مصانع الذهب المحلية سرحت موظفيها السعوديين والأجانب خلال السنوات الثلاث الماضية وأوقفت العمل في الأنشطة الصناعية بسبب حالة العزوف التي تضرب مبيعات الذهب المصنع في المملكة، فيما أوقفت بقية المصانع خطوط إنتاجها بسبب المخاوف من ضعف القدرة الشرائية المحلية.

ولفت النمر في مؤتمر صحفي أمس إلى خطورة تحويل بعض تجار الذهب استثماراتهم إلى السيولة النقدية لعدم مقدرتهم على تحمل تبعات تكاليف أعمال المصانع وخاصة رواتب الموظفين، مشيرا إلى أن فتح المجال للمستثمر الأجنبي دون ضوابط سيلحق الضرر بتجار الذهب المحليين ويساهم في خروج المعدن من المملكة إلى بلدان المستثمرين، مع فقد المملكة ميزتها التنافسية في جودة الذهب لخروج المستثمرين الأصليين ودخول أجانب عوضاً عنهم.

وأضاف النمر أن تسريح السعوديين من المصانع جاء كحل أخير بعد تراكم الخسائر على مدى 3 سنوات، رغم رغبة المصانع في بقاء الأيدي العاملة السعودية التي أثبتت نجاحها على حساب الأجنبي لان العمل في قطاع الذهب يحتاج لمواصفات خاصة مثل الأمانة والحرص والعمل الدقيق لكن الظروف كانت صعبة وقوية على المصانع، مؤكدا قدرة المقيمين الذين غادروا إلى بلدانهم على إيجاد فرص أفضل بسبب الخبرة التي تكونت لديهم من العمل في السوق السعودي خلال العقود الماضية حيث سينقلون التقنية والتجربة إلى أسواقهم.

وطالب النمر هيئة الاستثمار بوضع ضوابط على المستثمر الأجنبي وإلزامه بتوظيف السعوديين والدخول في شراكات مع تجار الذهب لبقاء المعدن داخل السوق السعودي لان ذلك مطلب وطني اقتصادي حتى لا يأتي اليوم الذي نعض فيه أصابع الندم على خروج المعدن من البلاد بسبب المستثمرين الأجانب ثم نبحث عن الحلول بعد وقوع المشكلة .

وضرب النمر مثلاً بمطالبة التجار للمستهلكين قبل سنوات بالمحافظة على ثرواتهم من الذهب والتوقف عن بيعها لكن الجميع كان يتوقع أننا نبحث عن مصالح خاصة فكيلو الذهب الخالص كان يتداول في عام 2005 عند 48 ألف ريال واليوم سعر الكيلو تجاوز 160 ألف ريال.

وشدد النمر على أن البنوك المركزية والصناديق السيادية ومؤسسات الاستثمار والأفراد في كافة دول العالم توقفوا على بيع الذهب ويرفعون حصصهم من المعدن لخلق التوازن في استثماراتهم للمحافظة على ثرواتهم الإستراتيجية ويجب السير محلياً بنفس الاتجاه.

وأشار النمر إلى إن تجارة الذهب تشهد عمليات غش منظمة سواء محلياً أو عالمياً في النوع أو العيار أو عمليات الطلاء والإضافات، مما يلزم المستهلك بالتوجه إلى الأسماء الموثوقة وفحص المعدن في المحلات قبل الشراء عن طريق الحجر الأسود والاسيد بالإضافة لسؤال شيخ الصاغة عن موثوقية المحل ومصداقيته.

وأكد النمر أن المحللين يؤيدون استمرار الذهب في الارتفاع حتى مع وجود حالات تصحيح بسيطة التي تعتبر فرصة للشراء لوجود مؤشرات تدلل على سير الأسعار بتحرك صعودي متدرج منذ حوالي 10 سنوات، فالانهيار لا يحدث إلا في حالات الارتفاعات السريعة والعالية جداً وهو بعيد عن سوق الذهب.

قال النمر: هناك وعي عال جداً واهتمام شعبي في الدول الأجنبية للاستثمار في المعادن مثل البلاتين والذهب والفضة مقابل ضعف في الثقة في الأسواق المحلية لذلك يجب دعم الثقافة المحلية.

 

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 51 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

61,590